حياة سكان بحري علي حافة الإنهيار

في مشهد يعكس صمود سكان بحري في وجه الانهيار، تكافح أحياء المدينة شمالي الخرطوم لاستعادة نبض الحياة، رغم الغياب الكامل لأي دور حكومي فعّال. فمع دمار واسع خلّفته الحرب، اختارت بعض الأسر العودة إلى منازلها رغم المخاطر، معتمدة على جهودها الذاتية ومبادرات مجتمعية لسد فراغ الدولة.
في حي شمبات، حيث ما زالت بقايا الصراع ماثلة في الشوارع والمباني، بدأت فرق تطوعية بصيانة محولات الكهرباء، كان أبرزها إعادة تشغيل جزئي لمحول “التميمي”، بتنسيق مباشر مع الهيئة القومية للكهرباء، التي تكتفي حالياً بالدور الفني دون توفير موارد أو دعم ميداني.
وعلى صعيد المياه، أفاد شهود لـ”سودان تربيون” بأن السكان، بدعم من رجال أعمال محليين أبرزهم سعد بابكر، حفروا أكثر من عشرة آبار لتوفير مياه الشرب، في خطوة أنقذت آلاف الأسر من العطش في ظل تعطل الشبكة الحكومية تماماً.
أما في المجال الصحي، فتواصل فرق “العيادة الجوالة” تقديم خدماتها المتنقلة في الأحياء، بينما تتصاعد الدعوات لإعادة فتح مركز “هاشم مصطفى” الذي كان يخدم شمبات والحلفايا والعزبة قبل أن توقفه الحرب.
ورغم التحركات المتناثرة، ما تزال الحياة اليومية صعبة؛ فالتيار الكهربائي لا يعود إلا بشكل جزئي ومتقطع، والأسواق المحلية شبه مشلولة، حيث ارتفعت أسعار السلع الأساسية بشكل جنوني، وقلّ توفرها، مما يدفع السكان إلى السفر مسافات طويلة بحثاً عن احتياجاتهم اليومية.
وسط هذا الواقع، تتصاعد المطالبات بتدخل عاجل لإعادة تأهيل البنى التحتية الأساسية من صحة ومياه وكهرباء، في وقت يحذر فيه السكان من كارثة إنسانية تلوح في الأفق إذا استمر تجاهل الدولة لمأساة بحري.