في خطوة عكست حرصًا على الانضباط المالي وسط أزمة اقتصادية خانقة، رفض رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، مقترحًا بالإقامة في قصر فاخر مملوك لرجل الأعمال وعضو مجلس السيادة السابق، أبو القاسم برطم، في مدينة بورتسودان، مقر الحكومة المؤقت.
وبحسب إفادات موثوقة تداولها الإعلام، فإن إدريس أبدى تحفظه على التكلفة العالية التي يتطلبها استئجار القصر، مؤكدًا أن موقفه لا يرتبط بالمكان أو مستوى الفخامة، وإنما ينبع من التزام أخلاقي يعكس الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد.
وتُواجه بورتسودان، التي أصبحت المركز الإداري البديل في ظل غياب الدولة بالعاصمة الخرطوم، تحديات لوجستية متراكمة، من بينها نقص المقرات الرسمية وأماكن السكن المخصصة للمسؤولين، الأمر الذي يفرض على الحكومة التعامل بمرونة، دون الإخلال بالمبادئ.
الموقف الرمزي لرئيس الوزراء حمل رسائل سياسية واضحة، قد تكون بمثابة بداية لنهج جديد يسعى لفصل الأداء الحكومي عن الامتيازات الشخصية، وسط تزايد المطالبات بالشفافية وتقليص الإنفاق العام في واحدة من أصعب المراحل التي تمر بها الدولة السودانية.
