في خطوة وصفت بالتحول الجوهري لمسار القطاع الصحي في السودان، أعلن رئيس الوزراء الانتقالي، الدكتور كامل إدريس، عن استئناف المجلس الطبي السوداني لكامل أنشطته اعتبارًا من اليوم، بعد توقف دام لأشهر ألقى بظلاله على آلاف الأطباء والكوادر الصحية.
القرار الذي طال انتظاره، يمثل بارقة أمل لأطباء الامتياز، وأطباء الأسنان، والصيادلة، والمتخصصين، ممن تعطلت معاملاتهم المرتبطة بإصدار شهادات عدم الممانعة، التسجيل المهني، أداء القسم، وشهادات السلوك المهني، وغيرها من الإجراءات الحساسة التي ظلت معلقة بسبب تعطل المجلس.
ويأتي هذا التحرك ثمرة جهود مضنية قادها الدكتور إدريس بالتعاون مع مجموعة من الخبراء، لمعالجة تراكمات بيروقراطية عطلت مسارات مهنية حيوية، وتسببت في تعقيد ممارسة المهنة داخل البلاد وخارجها.
ولم يكتف القرار بإعادة المجلس للعمل فحسب، بل أُعلن عن إطلاق عملية تحديث شاملة للموقع الإلكتروني للمجلس الطبي، لتمكين الأطباء من استخراج الشهادات، وتقديم الامتحانات، وإنجاز المعاملات الإدارية عبر الإنترنت، ما يمهد لعهد جديد من الرقمنة والكفاءة في خدمة الكوادر الصحية.
ووصفت رئاسة مجلس الوزراء هذه الخطوة بأنها لحظة فارقة في مسار إصلاح النظام الصحي، كونها تمهد لعودة المستشفيات للعمل المنتظم، وتدعم استقرار الكوادر الطبية مهنياً وإدارياً، وتُعزز ثقة المواطن في جودة الخدمات الصحية.
كما شدد رئيس الوزراء على ضرورة تسريع الإجراءات، وتيسير كل المعاملات، داعياً المجلس إلى تنفيذ خطة تطوير شاملة تشمل متابعة المؤسسات الصحية، والتعامل الجاد مع الشكاوى المقدمة من المواطنين، بما يرسّخ مبدأ الشفافية والمساءلة في النظام الصحي.
ويُذكر أن مقر المجلس الطبي في مدينة بورتسودان أصبح جاهزاً، بعد استكمال تجهيزاته الفنية، ليبدأ باستقبال المعاملات وتقديم خدماته للكوادر الطبية، في خطوة تهدف إلى ترسيخ الاستقرار المهني وتحسين بيئة العمل في ظل التحديات الراهنة التي تواجه البلاد.
