في مشهد اقتصادي يُنذر بمزيد من التدهور، سجّلت أسعار العملات الأجنبية قفزات غير مسبوقة في السوق الموازي السوداني، ما يعكس حجم الأزمة النقدية واهتزاز ثقة المتعاملين في الجهاز المصرفي الرسمي.
ووفقًا لمصادر مصرفية مطّلعة، بلغ سعر الدولار في السوق السوداء صباح اليوم نحو 2831.76 جنيهًا، في وقت واصل فيه الريال السعودي والدرهم الإماراتي ارتفاعهما ليسجلا 755.13 و771.59 جنيهًا على التوالي، وسط طلب متزايد على النقد الأجنبي.
المزيد من المشاركات
أما اليورو فقد تخطى حاجز 3300 جنيه، بينما اقترب الجنيه الإسترليني من حاجز 3800 جنيه، فيما استقر الجنيه المصري عند 57 جنيهًا، ما يضع مزيدًا من الضغط على الفئات المستوردة والخدمات المرتبطة بالتجارة الخارجية.
وفي ظل الأزمة، قفزت العملات الخليجية الثقيلة إلى مستويات قياسية، إذ بلغ سعر الدينار الكويتي 9134.7 جنيهًا، والدينار البحريني والريال العُماني نحو 7452 جنيهًا، بينما لامس الريال القطري 778 جنيهًا، في وقت يتسارع فيه انهيار القوة الشرائية للجنيه السوداني دون أن تلوح حلول فاعلة في الأفق.
هذا الانفلات يعكس عمق الفجوة بين السعر الرسمي والموازي، ويضع علامات استفهام حول نجاعة السياسات النقدية القائمة، وسط دعوات من الخبراء لإعادة هيكلة القطاع المصرفي، وضبط السوق بأساليب غير تقليدية تضمن الحد من التلاعب وتحقيق استقرار نقدي حقيقي.
