في تطور لافت يكشف أبعادًا خفية لصراع النفوذ داخل مليشيا الدعم السريع، أفاد مصدر مطلع أن ما تردد عن مقتل عبد الرحيم دقلو، القائد الثاني في المليشيا، ليس إلا إشاعة مدبرة أطلقتها قيادة الدعم السريع عمدًا بغرض التمويه والتغطية على خسارة ميدانية قاسية في مدينة الفاشر.
وبحسب المصدر، فإن عبد الرحيم أصيب بالفعل خلال المعارك الأخيرة شمال الفاشر، إلا أن اختفاءه عن الساحة جاء متزامنًا مع مقتل قائد ميداني بارز في صفوف “الشفشافة” – وهي مجموعة معروفة داخل المليشيا بممارسة النهب والسرقة والجرائم المنظمة – وهو شقيق أحد رموزها في الولاية وينتمي مباشرة إلى أسرة دقلو. وقد شكلت هذه الضربة انهيارًا كبيرًا في صفوف المجموعة، التي تعتبر آخر وحدة نشطة من الموالين المتشددين لدقلو.
المصدر أوضح أن ما يُعرف بـ”متحرك الشفشافة” يُعد من أكثر الفصائل وحشية داخل المليشيا، وفقدانه يمثّل ضربة استراتيجية للمجهود الحربي للدعم السريع، ما دفع قادتها لترويج إشاعة مقتل عبد الرحيم بغرض تحويل الأنظار عن الانهيار الميداني وتفادي حدوث تصدع داخلي، خصوصًا داخل العائلة القيادية.
وفي سياق متصل، كشف المصدر أن حالة من الغضب تسود بين عناصر الشفشافة بعد أن أخلفت المليشيا وعودها المالية، حيث تم الاتفاق على صرف 5 آلاف جنيه سوداني لكل مقاتل، غير أن ما تسلموه فعليًا لم يتجاوز 800 دولار، وهو ما أثار موجة تذمر واتهامات بالخيانة والاستغلال داخل صفوفهم.
ويبدو أن المليشيا، في مسعاها للسيطرة على المشهد، باتت تواجه خطر التآكل من الداخل، خاصة في ظل تفاقم الخسائر الميدانية والتذمر المتصاعد بين المقاتلين، ما ينذر بانفجار محتمل في صفوفها، قد لا يكون بعيدًا عن ساحات القتال أو حتى مراكز القرار.