في نقلة رقمية طال انتظارها، أعلن بنك الخرطوم عن تفعيل خدمة جديدة تتيح للمستخدمين نقل تطبيق “بنكك” إلى جهاز آخر دون الحاجة لزيارة أي فرع من فروعه، وهو تطور يمثل تحوّلًا فعليًا في عقلية القطاع المصرفي السوداني نحو الحلول الرقمية اللامركزية، ويعطي دفعة قوية للمغتربين والمستخدمين المحليين على حدٍ سواء.
ثلاث طرق للنقل.. والأمان هو الفيصل
ووفقًا لتفاصيل الخدمة الجديدة، بات بإمكان العملاء اختيار واحدة من ثلاث وسائل لنقل التطبيق، كلٌ منها يناسب ظروفًا وأولويات مختلفة:
أسئلة الأمان: خيار موجه للمستخدمين المتمرسين رقميًا، ويتيح استرجاع الحساب مباشرة عبر تطبيق الهاتف إذا تم تفعيل الأسئلة مسبقًا. لكنها تظل عرضة للتخمين إن لم تُصمم بعناية.
بطاقة الصراف الآلي: وسيلة أكثر توازنًا من حيث الأمان والسهولة، تعتمد على بيانات البطاقة والرقم السري، مع كود تحقق يُرسل للهاتف أو البريد الإلكتروني.
التواصل مع الدعم الفني: مخصص للحالات الطارئة كفقدان الجهاز أو نسيان بيانات الاستعادة، ويمكن الوصول إليه عبر الهاتف أو الواتساب الرسمي للبنك.
خدمة تتجاوز التقنية.. وتخاطب المستقبل
ليست مجرد إضافة تقنية، بل رؤية جديدة تتعامل مع البنك كمنصة رقمية لا كفرع تقليدي. الخدمة تعني الكثير للمغتربين السودانيين الذين عانوا طويلًا من تعقيدات المعاملات البنكية بسبب بُعد المسافات، وتمنح العملاء داخل السودان قدرة أسرع على استرجاع حساباتهم حال تعطل أو فقدان أجهزتهم.
بين الفرصة والمخاطر
رغم الإشادة بهذه الخطوة، تبقى بعض الملاحظات قائمة، أهمها الاعتماد الكبير على أسئلة الأمان، والتي قد لا تكون كافية في حال لم تُصمم بعناية تمنع الاختراق أو “الهندسة الاجتماعية”. إلى جانب غياب الوعي الكافي لدى البعض بطرق حفظ تلك البيانات بشكل آمن.
التحدي القادم: هل النظام مستعد؟
في الوقت الذي تُعد فيه هذه الخطوة مكسبًا مهمًا في سباق التحول الرقمي، تبرز تساؤلات حول مدى جهوزية البنية الأمنية، ومدى وعي المستخدم العادي للتعامل مع نظام يعتمد على الأتمتة والثقة الرقمية، لا على الوقوف في صفوف الفروع.
ومع ذلك، يبدو واضحًا أن بنك الخرطوم بدأ يفهم اللعبة الجديدة: لم تعد البنوك تتسابق على فتح الفروع، بل على من يمنحك “فرعًا في جيبك”.