في تحرّك يعكس روح التحدي والإصرار على استعادة نبض الحياة وسط الخراب، يستعد عشرات التجار في شارع الحرية بالخرطوم لإعادة فتح محلاتهم مجددًا، بعد أشهر من الإغلاق والتدمير الذي طال السوق نتيجة الحرب. المبادرة التي أطلقها تجار الأدوات الكهربائية جاءت كخطوة ذاتية لتنظيف الشارع وإعادة إنارته، استعدادًا لعودة النشاط التجاري في أحد أهم شوارع العاصمة.
الحارث علي محمد، أحد التجار البارزين وصاحب “محلات الحارث”، أوضح أنهم اجتمعوا مؤخرًا بالمدير التنفيذي لمحلية الخرطوم لعرض خطتهم، التي شملت إزالة الأنقاض، إصلاح البنية التحتية، وإنارة الشارع، إضافة إلى طلب رسمي بتوفير الحماية الأمنية لتفادي أعمال النهب والتفلتات.
المزيد من المشاركات
وأكد الحارث أن أعمال النظافة اكتملت بالفعل، بينما يجري العمل حاليًا على تركيب الإضاءة، تمهيدًا لعودة السوق إلى العمل بصورة تدريجية، بدءًا من الساعة الثانية عشرة ظهر يوم 15 يوليو. ووفقًا له، فإن عدد التجار الذين أبدوا استعدادهم للانخراط في المبادرة تجاوز 90 تاجرًا، بينما أنهى أكثر من 34 منهم عمليات الترميم وسيباشرون نشاطهم التجاري اعتبارًا من الغد، بدءًا من المنطقة القريبة من مسجد فاروق.
المشهد في شارع الحرية لم يعد كما كان، لكن الإرادة المتقدة في عيون هؤلاء التجار تُبشّر بعودة تدريجية للحياة، ليس فقط للأسواق، بل للثقة أيضًا في قدرة الناس على بناء ما دمرته الحرب، بجهود ذاتية وروح جماعية تعاند الانهيار.
