شهد مستشفى العيون بالخرطوم صباح اليوم انطلاقة حملة تأهيل كبرى، تهدف إلى إعادة الحياة إلى واحد من أهم المرافق الصحية بالعاصمة، بعد شهور من الإهمال والتوقف القسري بسبب الحرب. المبادرة جاءت بدافع شعبي ومهني، حيث توافد شباب حي امتداد ناصر بكثافة، وشاركوا إلى جانب الكوادر الطبية والعمال في أعمال النظافة وإزالة التراكمات وصيانة أجزاء حيوية من المستشفى.
الحملة ركّزت في يومها الأول على مجمع البصريات، حيث أُنجزت عمليات تنظيف شاملة، تزامنًا مع تنفيذ إصلاحات أولية للمعدات والمرافق الخدمية، في خطوة تهدف إلى إعادة تهيئة بيئة صحية وآمنة لاستقبال المرضى من جديد.
القائمون على المبادرة أكدوا أن العمل لن يتوقف عند هذا الحد، بل سيستمر خلال الأيام القادمة حتى استكمال التجهيز الكامل للمستشفى، تمهيدًا لإعادة تشغيله وتقديم خدمات علاجية بجودة أفضل، وفي أقرب فرصة ممكنة.
وفي لفتة إنسانية وجّه العاملون بالمستشفى شكرهم لمنظمة “سوهندا” التي بادرت بتقديم وجبة للعاملين والمتطوعين المشاركين في هذه النفرة، في دعم رمزي يعكس قيمة التضامن المجتمعي وسط الأزمات.
المبادرة تمثل نموذجًا حقيقيًا لاستعادة الثقة في المؤسسات الصحية بأيدي أبنائها، وإشارة إلى أن النهوض من تحت الركام يبدأ من الشارع والحي، وليس من القاعات الرسمية فقط.