اقترب رئيس الوزراء البروفيسور كامل إدريس من استكمال تشكيلته الوزارية، حيث كشفت مصادر سياسية رفيعة عن قرب إعلان بقية وزراء ما يُعرف بـ”حكومة الأمل” خلال الساعات الـ48 المقبلة، في خطوة يُنظر إليها على أنها حاسمة لإغلاق ملف التعيينات التنفيذية وبدء مرحلة الفعل السياسي والإداري الجاد.
تتجه الأنظار إلى ما تبقى من المقاعد الوزارية الـ12 غير المعلنة، وسط توقعات بدخول أسماء جديدة ومثيرة للجدل، من بينها الإعلامي المعروف خالد الأعيسر، الذي تشير المعلومات إلى أنه سيُعاد تعيينه وزيرًا للثقافة والإعلام والسياحة، ما يعيد أحد أبرز الشخصيات الإعلامية إلى واجهة المشهد السياسي بعد فترة من الغياب.
في خطوة غير مسبوقة، تضم القائمة أيضًا اسم امرأة مسيحية لتولي حقيبة وزارية، في دلالة على توجه واضح من الحكومة الجديدة نحو التنوع الديني والثقافي، والانفتاح على كل المكونات السودانية دون إقصاء.
إدريس، الذي اعتمد منذ توليه منصبه منهجية التعيين القطاعي، أعلن حتى الآن عن 10 وزراء من أصل 22، في محاولات مدروسة لتثبيت وزراء في الوزارات ذات الطابع السيادي والخدمي أولًا. وكانت أبرز تلك التعيينات في يونيو الماضي، حين عُين الفريق حسن داؤود كيان وزيرًا للدفاع، والفريق بابكر سمرة مصطفى وزيرًا للداخلية.
في مطلع يوليو، شملت دفعة جديدة من التعيينات وزارات الزراعة، والتعليم العالي، والصحة، حيث تولى المناصب كل من عصمت قرشي، أحمد مضوي، ومعز بخيت. وجاءت هذه الخطوة في سياق سد الفجوات في القطاعات الأكثر تماسًّا مع حياة المواطنين.
وتواصل الإعلان في العاشر من يوليو بتعيينات مؤثرة، أبرزها إعادة الدكتور جبريل إبراهيم وزيرًا للمالية في ظل أزمة اقتصادية خانقة، إلى جانب محاسن يعقوب للتجارة والصناعة، وعبد الله درف للعدل، وبشير هارون للشؤون الدينية.
في الوقت ذاته، يسود الشارع السوداني، كما الأوساط الدولية، ترقب كبير لإعلان الحكومة بشكل نهائي، في ظل تساؤلات متزايدة بشأن توازن التشكيلة بين الكفاءات الوطنية والمكونات السياسية. ويرى مراقبون أن هذه اللحظة قد تكون فاصلة في تحديد ما إذا كانت “حكومة الأمل” تحمل بالفعل مشروعًا إصلاحيًا جديدًا أم مجرد واجهة لتدوير بعض الأسماء السابقة.
ويواجه إدريس تحديات بالغة التعقيد، أبرزها إنهاء الحرب المستمرة، وتثبيت السلام، وإنعاش الاقتصاد المنهار، إلى جانب استعادة علاقات السودان الإقليمية والدولية، وهي ملفات تتطلب فريقًا متجانسًا قادرًا على الفعل لا الشعارات.
بين الأمل والتخوّف، يبقى الرهان على التشكيلة النهائية وما إذا كانت ستلبّي تطلعات شعب أنهكته الحروب والانقسامات، أم ستكون مجرد محطة أخرى في سلسلة التجارب الانتقالية.