Ultimate magazine theme for WordPress.

اجنبي يفتتح حانة لبيع الخمور داخل مخيم للاجئين سودانيين

0

تفجّرت موجة غضب واستنكار داخل مخيم “أدري” للاجئين السودانيين شرق تشاد، عقب افتتاح حانة لبيع المشروبات الكحولية داخل حدود المخيم، في خطوة وُصفت بأنها “غير مسؤولة” و”تمس جوهر القيم المجتمعية” التي يتمسك بها اللاجئون الفارّون من أهوال الحرب في السودان.

 

الحانة، التي يديرها أحد المواطنين التشاديين، أُنشئت مؤخرًا دون استشارة قادة المجتمع داخل المخيم، ما أثار حفيظة عدد من الشيوخ ووجهاء اللاجئين، الذين حذروا من تداعياتها المحتملة على الأمن الداخلي والسلام الاجتماعي، خاصة في ظل الظروف النفسية والمعيشية الهشة التي يعاني منها سكان المخيم منذ تهجيرهم القسري.

 

وفي تصريحات خاصة، عبّر أحد شيوخ المخيم، متحفظًا على ذكر اسمه، عن قلقه من أن تتحول الحانة إلى “بؤرة توتر ومصدر للمشاكل الأخلاقية والاجتماعية”، لافتًا إلى أن وجود منشآت من هذا النوع يتنافى مع طبيعة المخيم كملاذ إنساني ويُعد انحرافًا خطيرًا عن الهدف الذي أُنشئ من أجله.

 

كما أكد عدد من اللاجئين أنهم قاموا برفع شكاوى عاجلة إلى السلطات المحلية وإلى المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، مطالبين بوقف النشاط فورًا، حفاظًا على التماسك المجتمعي ومنع تفجر صراعات داخلية بين مكونات المخيم المختلفة.

 

ويعيش مخيم أدري على وقع ضغط سكاني متزايد، في ظل استمرار تدفق اللاجئين من السودان هربًا من الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، حيث تجاوز عدد اللاجئين السودانيين في تشاد حاجز الـ870 ألفًا، أغلبهم من النساء والأطفال، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.

 

وتُحذّر منظمات دولية من أن غياب الرقابة الدقيقة على الأنشطة داخل المخيمات قد يؤدي إلى تعقيد الوضع الإنساني الهش أصلًا، ويُهدد السلم الاجتماعي الهش في المناطق الحدودية، خاصة مع اتساع الفجوة بين الخدمات المتاحة وحجم الاحتياج الإنساني المتزايد.

 

وفي ظل هذه التطورات، يترقّب اللاجئون تحركًا عاجلًا من الجهات المعنية لضبط الوضع داخل المخيم وضمان عدم تكرار مثل هذه الأنشطة التي يرونها تمس كرامتهم وهويتهم الثقافية، في وقت هم فيه بأمسّ الحاجة إلى بيئة مستقرة وآمنة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.