أعلنت اللجنة العليا المعنية بتهيئة الظروف لعودة المواطنين إلى ولاية الخرطوم عن بدء تنفيذ خطة متكاملة لإعادة الخدمات الأساسية في العاصمة، وذلك في أعقاب الدمار الواسع الذي خلفته الحرب وتمركز القوات المسلحة والدعم السريع في عدة مواقع حيوية خلال العامين الماضيين.
وأكدت اللجنة أن الأيام المقبلة ستشهد عودة تدريجية للكهرباء، مع دخول عدد من المحطات إلى الخدمة، مشيرة إلى أن العمل جارٍ لإنارة كامل مناطق الخرطوم قبل نهاية شهر سبتمبر.
في ذات السياق، وجّه الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، بنك السودان المركزي بتوفير النقد الأجنبي اللازم لتأمين مدخلات الكهرباء والمياه، وذلك ضمن خطوات عاجلة لإعادة الخدمات الحيوية إلى العاصمة.
الاجتماع الذي ترأسه عضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر أجاز الخطط التنفيذية التي قدمتها اللجان الفنية، بما في ذلك المشروعات المقترحة والموازنات المرتبطة بها، مع تحديد الجداول الزمنية للإنجاز.
المزيد من المشاركات
كما ناقشت اللجنة مقترحًا لحصر المباني الحكومية في العاصمة وتقييم حالتها الإنشائية، مع إيقاف عمليات الصيانة الجارية مؤقتًا لحين استكمال التقييم الفني، وجرى اقتراح تخصيص مقرات مؤقتة للوزارات والمؤسسات الحكومية لاستئناف العمل الرسمي خلال فترة التأهيل.
وفي الجانب الإنساني، كشفت لجنة المساعدات أن هناك نحو 1.6 مليون أسرة بحاجة إلى دعم غذائي عاجل، بما يعادل نحو ستة ملايين مواطن. وطرحت اللجنة خطة تقوم على توزيع 150 ألف سلة غذائية شهريًا لمدة ثلاثة أشهر مباشرة إلى منازل الأسر، على أن تعقبها مرحلة جديدة تركز على المشروعات الإنتاجية لدعم الاستقرار الاقتصادي للأسر المتأثرة.
واستعرض الاجتماع أيضًا خطة لإعادة تأهيل القطاع الصحي في الخرطوم، شملت تحديد الأولويات العاجلة لتوفير المعدات والكوادر، إلى جانب تنفيذ مشروعات لتأهيل المستشفيات والمراكز الصحية تدريجيًا، بحسب الاحتياجات قصيرة وطويلة المدى.
تأتي هذه الخطوات في إطار سعي الحكومة الانتقالية لتهيئة الظروف الميدانية والإدارية لعودة السكان إلى العاصمة، وسط تحديات أمنية وخدمية وإنسانية لا تزال تفرض نفسها على الواقع.
