شهدت ولاية كسلا، صباح الثلاثاء، واحدة من أشد الأزمات الطبيعية خلال موسم الأمطار الحالي، بعد أن فاض نهر القاش بشكل مفاجئ وسجل أعلى منسوب له منذ بدء جريانه هذا العام.
الفيضان العنيف تسبب في انهيار سد “عراضة اللفة” الترابي، الذي يمثل خط الدفاع الأول أمام مياه النهر العاتية، مما أدى إلى تدفق المياه نحو مناطق سكنية وزراعية واسعة دون سابق إنذار.
وأعلنت السلطات حالة الطوارئ القصوى، مع انتشار فرق الإنقاذ والطوارئ في محاولة يائسة للحد من تفاقم الأزمة، وسط مؤشرات مقلقة باستمرار هطول الأمطار على المرتفعات الإريترية، والتي تُعد المصدر الأساسي لتغذية النهر.
الفيضان دفع عشرات العائلات، خصوصًا في منطقة متاتيب المعسكر شمال دلتا القاش، إلى مغادرة منازلهم القشية التي ابتلعتها المياه بالكامل. ووفق مصادر ميدانية، اضطر نحو خمسين أسرة للنزوح والبقاء في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية، حيث انعدمت المرافق الصحية وانتشرت مخاوف من تفشي الأوبئة.
وتحذر غرف الطوارئ المحلية من كارثة بيئية وصحية وشيكة، بينما تكابد اللجان المجتمعية المحلية بصعوبة في توفير الحد الأدنى من الاستجابة. في المقابل، تزداد المطالب الشعبية للمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لتوفير مساعدات تشمل الغذاء، الخيام، مبيدات الرش، مضخات المياه والناموسيات.
وبحسب التقديرات الأولية، فإن أكثر من نصف قرى محلية أروما، وقرابة 30% من قرى محلية تلكوك، أصبحت ضمن نطاق الخطر المباشر.
كما تسبب اندفاع المياه في قطع الطرق المؤدية إلى مدينة وقر، مما يهدد بعزلها بالكامل عن بقية الولاية.
ويُعد نهر القاش واحدًا من أكثر الأنهار تقلبًا في السودان، بجريانه الموسمي المفاجئ، الذي طالما خلف خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات على مر السنين.