في خطوة تُعدّ مؤشراً على عودة تدريجية للحياة إلى قلب العاصمة، حددت اللجنة المشتركة لتنسيق شؤون أمن محلية الخرطوم ولجان الأسواق، يوم 14 أغسطس المقبل موعداً رسمياً لإعادة فتح السوق المحلي – قطاع المواد الغذائية بالسوق الغربي – وذلك بالتزامن مع احتفالات الجيش السوداني بذكراه الـ71، في خطوة وصفت بأنها جزء من جهود أوسع لإعادة النشاط التجاري وإنعاش الحركة الاقتصادية.
الاجتماع الطارئ الذي انعقد اليوم بين اللجنة الأمنية ولجان السوق خرج بحزمة إجراءات مشددة تهدف لتأمين السوق وضمان استقراره قبل استئناف النشاط، من بينها إنشاء جسم تنسيقي مشترك يضم ممثلين عن التجار والقوات النظامية، وتفعيل الشرطة المجتمعية، إلى جانب نشر دوريات أمنية مشتركة، وتأسيس نقاط ارتكاز ثابتة لضبط مداخل ومخارج السوق.
وشددت اللجنة على استمرار الحملات ضد الظواهر المنفلتة داخل الأسواق، مثل بيع الخمور وتعاطي الشيشة ومظاهر السكن العشوائي، فضلاً عن اتخاذ إجراءات صارمة ضد الأجانب المقيمين بطرق غير قانونية.
وأكدت اللجنة أن عودة جميع التجار إلى مواقعهم في السوق المحلي والمركزي تعتبر أولوية أمنية واقتصادية، تسهم في فرض الاستقرار ومضاعفة النشاط التجاري، كما أعلنت عن خطة لاستكمال إنارة السوق، بهدف تقليل الجرائم الليلية وتعزيز الشعور بالأمان.
ودعت اللجنة أصحاب المحال التجارية إلى الإبلاغ الفوري عن أي اعتداءات أو مخالفات، مؤكدة التزامها الكامل بفرض هيبة القانون داخل الأسواق.
وفي كلمته خلال الاجتماع، أشاد المدير التنفيذي لمحلية الخرطوم بجهود لجان السوقين في إعادة تهيئة المواقع التجارية، ودعا البنوك والمؤسسات الخدمية للعودة إلى العمل بالتزامن مع إعادة افتتاح السوق، ما يسهم في استعادة شريان اقتصادي مهم في العاصمة.
يُذكر أن السوق المحلي ظل مغلقاً منذ فترة طويلة نتيجة الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتدهورة التي رافقت اندلاع الحرب، ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها بداية فعلية لعودة تدريجية للنشاط المدني والخدمي في المناطق التي شهدت اضطرابات في الخرطوم.