أمواج نيوز – 17 أغسطس 2025 – تواجه العاصمة السودانية الخرطوم موجة متسارعة من انتشار حمى الضنك، حيث سجلت أحياء كوبر والحلفايا والكلاكلة أعدادًا كبيرة من الإصابات، وسط أوضاع صحية واقتصادية متدهورة أثقلت كاهل المواطنين. ويرى سكان محليون أن تراكم النفايات ووجود برك المياه الراكدة في الشوارع شكلا بيئة خصبة لتكاثر البعوض الناقل للمرض، الأمر الذي جعل مكافحته أكثر صعوبة.
أحد المواطنين من منطقة الكلاكلة أوضح لـ”أمواج نيوز” أن المرض يطرق أبواب كل بيت تقريبًا، مضيفًا أن ارتفاع تكاليف المعيشة وقلة فرص العمل يدفعان الكثيرين إلى شراء العلاج مباشرة لتقليل المصاريف، غير أن أغلبهم لا يفرقون بين أعراض الضنك والملاريا، ما يؤدي إلى تفاقم الحالات.
وفي شهادة طبية، قالت الدكتورة أسماء سيد أحمد من مستوصف الملوك الخيري بالحلفايا إن المستوصف يستقبل يوميًا عشرات المصابين من المربع 7 والحي التاسع والدُرّة، مؤكدة أن التأخر في الحصول على العلاج قد يقود إلى نزيف حاد أو فشل في الأعضاء وربما الوفاة.
تكاليف العلاج بدورها شكلت عبئًا إضافيًا، حيث يبلغ سعر “الدرب” الواحد سبعة آلاف جنيه، إلى جانب ثلاثة آلاف جنيه أجرة تركيبه، فيما تستقبل مستشفيات مثل “النو” و”الصافية” ومركز صحي الحلفايا الحالات المصابة رغم معاناتها من نقص التجهيزات. وزاد من حدة الأزمة ما يصفه الأهالي بابتزاز بعض فرق الرش التي تشترط مبالغ مالية مقابل القيام بمهامها في مكافحة البعوض.
ومع غياب أي تحرك حكومي جاد، يجد السكان أنفسهم مضطرين للاعتماد على جهودهم الذاتية وجمع التبرعات لتغطية تكاليف العلاج، بينما ترتفع أصوات تطالب بتدخل عاجل من السلطات لتخفيف المعاناة، وتوفير الدواء بأسعار في متناول الجميع مع تكثيف حملات مكافحة النواقل دون تحميل المواطنين أعباء جديدة.