جوبا – أمواج نيوز – الخميس 21 أغسطس 2025 – أصدر رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت قراراً بتعيين ابنته أدوت سلفا كير مبعوثةً رئاسية أولى للبرامج الخاصة، خلفاً للدكتور بنيامين بول ميل الذي تمت ترقيته في فبراير إلى منصب نائب الرئيس.
الخطوة أثارت جدلاً واسعاً، حيث اعتبرها محللون ومراقبون جزءاً من اتجاه متصاعد نحو تعزيز نفوذ العائلات السياسية داخل دوائر الحكم، وسط مخاوف من أن يقود ذلك إلى ما وُصف بـ”حكم التوريث”.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تشغل فيها أدوت كير منصباً حكومياً رسمياً، بعد أن برز اسمها مؤخراً عبر نشاطها الإنساني من خلال مؤسسة تحمل اسمها. لكن تعيينها في هذا المنصب الرفيع يضعها بين أقرب معاوني الرئيس، وهو ما أثار انتقادات تتعلق بالمحسوبية وتهميش الكفاءات.
المزيد من المشاركات
ويرى المحلل السياسي جيمس بوبويا أن هذه التعيينات تُكرس السلطة في نطاق عائلي ضيق، محذراً من أن إقصاء الكفاءات الوطنية قد يقوّض الثقة العامة ويضر بمسار الحكم الرشيد والتنمية.
كما انتقد ناشطون من المجتمع المدني هذه الخطوة، بينهم تير مانيانغ غاتويش، الذي وصفها بأنها “محسوبية مباشرة”، مؤكداً أن المعيار يجب أن يكون الكفاءة لا الانتماء الأسري، خاصة في ظل البطالة الواسعة وسط الشباب المؤهلين.
من جانبه، دعا إدموند ياكاني، المدير التنفيذي لمنظمة CEPO، المبعوثة الجديدة إلى إثبات جدارتها وتقديم نموذج مختلف في القيادة، مؤكداً أن تعيينها يشكل “اختباراً سياسياً خطيراً”، وأن نجاحها أو فشلها سينعكس على صورة الدولة ومستقبل الانتقال السياسي.
ويأتي هذا التعيين في سياق أوسع يشهد تزايد اعتماد النظام على أبناء قادة بارزين من حقبة التحرير لشغل مناصب عليا، بينهم أبناء وبنات قيادات عسكرية وسياسية نافذة، في مؤشر على إعادة رسم خريطة النفوذ داخل النخبة الحاكمة بجنوب السودان.
