تصاعدت حدة الدراما داخل معارك الفاشر بعد تداول مقطع مصور يظهر فيه القيادي بمليشيا الدعم السريع محمد زين السميح وهو يوجه أوامر لمجموعته بالانسحاب من المحاور الشمالية للمدينة خلال 24 ساعة فقط، مشدداً على أن قواته لم تعد قادرة على الصمود أمام المدفعية الثقيلة للجيش السوداني.
السميح خاطب القيادي الآخر يوسف إسماعيل نقبة قائلاً إن مجموعته أصبحت “مقصودة” من قيادة المليشيا نفسها، بعد أن فقدت أبرز عناصرها وعلى رأسهم أبو القاسم جمال وعدد من المقاتلين البارزين يوم 15 سبتمبر. وأضاف بلهجة محلية تعكس اليأس: “خليها تمطر حصو، والتقييم اليوم قبل بكرة”.
المقطع أظهر حالة من الانكسار والإحباط لدى القائد، الذي اعترف بأن محوره يتعرض لضغط متواصل من اتجاه واحد، بينما اتهم قيادة الدعم السريع بدفع مقاتليه نحو معارك خاسرة لا أفق لها سوى المزيد من الدماء والخسائر.
وفي تسجيل آخر، طالب السميح القائد عبدالكريم محمد صوصا، قائد محور بارا، بالانسحاب، متهماً القيادة بتعمد الزج بمقاتليه في الخطوط الأمامية كـ”وقود للمعركة”، وهو ما أدى إلى سقوط عشرات الشباب خلال الأيام الأخيرة.
هذه التسريبات تسلط الضوء على تصدع داخلي متسارع في صفوف الدعم السريع، وتكشف عن انهيار معنويات قادتها الميدانيين أمام ضغط الجيش السوداني المتواصل في الفاشر.