روسيا وإفريقيا: تحركات دبلوماسية تغير المشهد
متابعات – أمواج نيوز – أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن العلاقات الروسية الإفريقية تدخل مرحلة جديدة من التطوير والتقارب، مع الإعلان عن عقد الاجتماع الوزاري الأول لمنتدى الشراكة الروسية الإفريقية قريبًا في القاهرة.
ويعد هذا أول مؤتمر وزاري من نوعه على الأراضي الإفريقية، بعد الاتفاق على استضافته في المؤتمر الأول بسوتشي عام 2024.
وأشار لافروف إلى التاريخ العميق للعلاقات بين روسيا والدول الإفريقية، مستذكراً دعم الاتحاد السوفييتي السابق للشعوب الإفريقية في مساعيها للتحرر من الاستعمار، ومساهمته في اعتماد الأمم المتحدة لإعلان منح الاستقلال قبل 65 عامًا، فضلاً عن دعمه المستمر لتطوير البنى الاقتصادية والتعليمية والصحية في الدول الإفريقية الناشئة.
وأكد الوزير أن روسيا تعتبر إفريقيا شريكًا طبيعيًا على الساحة الدولية، داعياً الدول الإفريقية لتوحيد صوتها في المحافل الدولية وتعزيز تأثيرها في العالم متعدد الأقطاب، مع التأكيد على حق إفريقيا في اختيار شركائها بشكل مستقل.
وأوضح أن العلاقات قائمة على الثقة والاحترام المتبادل، دون استغلال، بما يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ الديمقراطية الدولية.
وشدد لافروف على أهمية مشاركة إفريقيا في إصلاح مجلس الأمن ومجموعة البريكس، مؤكداً حرص روسيا على دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والأمنية للقارة.
وأوضح أن خطة عمل المنتدى للفترة 2023-2026 تركز على الأمن والطاقة والتجارة والتعليم والثقافة والعلوم، بما يتوافق مع استراتيجية الاتحاد الإفريقي “رؤية 2063”.
وأشار الوزير إلى التوسع الدبلوماسي الروسي في إفريقيا، من خلال افتتاح سفارات جديدة واستقبال ممثلين أفارقة في موسكو، وزيادة التبادل التجاري بنسبة 50% منذ 2019، مع التركيز على تعزيز التجارة جنوب الصحراء وتسهيل المدفوعات بالعملات المحلية.
وأكد لافروف أن روسيا لا تعتبر إفريقيا مجرد مورد للمواد الخام، بل تستثمر في تطوير القدرات الذاتية للدول الإفريقية والبنية التحتية والصناعات والتكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، مستفيدًا من التجربة السوفييتية السابقة.
وأضاف أن روسيا تقدم دعمًا إنسانيًا واسعًا، يشمل توريد القمح والأسمدة، ونقل الخبرات الزراعية والصناعية، وتطوير الكوادر البشرية من خلال التعليم والتدريب، مع زيادة المنح الدراسية للطلاب الأفارقة لتجاوز 5300 منحة منذ 2020، وتشجيع التبادلات التعليمية والثقافية والسياحية.
واختتم لافروف بالتأكيد على متانة الصداقة الروسية الإفريقية، القائمة على التضامن والمساعدة المتبادلة، مستشهداً بمبدأ الفلسفة الإفريقية “أوبونتو”، معربًا عن تفاؤله بأن الاجتماع الوزاري في القاهرة سيمهد الطريق للقمة الروسية الإفريقية الثالثة في عام 2026.