في مداخلة حملت لهجة حازمة ورسائل سياسية واضحة، طالب السفير الحارث إدريس، مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، المحكمة الجنائية الدولية بتوسيع نطاق تحقيقاتها لتشمل أطرافًا إقليمية ودول جوار، قال إنها ضالعة في تأجيج الصراع بالسودان من خلال تقديم دعم مباشر لقوات الدعم السريع، عبر تهريب الأسلحة والطائرات المسيّرة والتحريض على استمرار القتال.
وخلال جلسة مجلس الأمن المنعقدة يوم الجمعة، دعا السفير إلى ضرورة تقديم دعم مالي ولوجستي عاجل للمحكمة الجنائية، مشددًا على أن التغاضي عن محاسبة المتورطين في الجرائم يُقوّض فرص السلام والاستقرار ويغذّي مناخ الإفلات من العقاب.
المزيد من المشاركات
مداخلة السودان الرسمية جاءت في وقت تستعيد فيه المحكمة الجنائية زخمها داخل المشهد السوداني، بعد سنوات من الجفاء الذي طبع علاقة الخرطوم بالمحكمة خلال عهد النظام السابق، الذي كان يرفض الاعتراف بشرعيتها ويتهمها باستهداف الدول الضعيفة.
لكن بعد الثورة، تغيّرت المعادلة، وبدأت الخرطوم في إظهار قدر من التعاون مع المحكمة، خاصة فيما يتصل بتسليم عدد من المطلوبين، وهو ما أكدت عليه المدعية العامة للمحكمة خلال تصريحاتها الأخيرة، التي أعلنت فيها نية المحكمة اتخاذ خطوات فعلية للقبض على المتهمين الرئيسيين في جرائم دارفور، وعلى رأسهم عمر البشير، وعبد الرحيم محمد حسين، وأحمد هارون.
السودان، الذي يعيش واحدة من أعقد مراحله السياسية والأمنية، يضغط الآن على المجتمع الدولي لتوسيع دائرة العدالة وعدم قصرها على الداخل، بل النظر في الأدوار التي لعبتها جهات خارجية في تعميق الأزمة.
