شهد قلب العاصمة السودانية الخرطوم لحظة فارقة، مع عودة الروح تدريجيًا إلى شارع الحرية بالسوق العربي، أحد أهم الشرايين التجارية في البلاد، بعد أكثر من عامين من الجمود بسبب الحرب التي أغلقت الأبواب وأطفأت الأضواء في الأسواق.
المشهد كان مفعمًا بالعاطفة، حيث اكتسى الشارع بملامح الأمل، واحتفى التجار وأصحاب المحال بعودة نشاطهم برفع لافتات تحمل عبارات التفاؤل، وسط ترحيب شعبي كبير بالحياة التي بدأت تدب من جديد في قلب المدينة.
المزيد من المشاركات
وعبّر عدد من التجار عن شعورهم بالانتصار على الألم، مؤكدين أن إعادة فتح محالهم التجارية لا يمثل فقط استئنافًا للعمل، بل هو رسالة مقاومة وإصرار على تجاوز المحن. وأشاروا إلى أن دعم المواطنين والتكاتف المجتمعي هما الركيزة الأساسية لإحياء الاقتصاد المحلي، في وقت لا تزال فيه البلاد تواجه تحديات جمة.
عودة الحركة في السوق العربي – الذي ظل مغلقًا بالكامل منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 – تُعد مؤشرًا إيجابيًا على بدء تعافي الخرطوم من آثار الصراع، وسط جهود فردية ومبادرات مجتمعية لإحياء الحياة في الأسواق التقليدية.
ويأمل سكان العاصمة في أن تتوسع هذه المبادرات لتشمل أحياء وأسواقًا أخرى، وأن تُعيد للمدينة ملامحها القديمة شيئًا فشيئًا، رغم الجراح العميقة التي خلّفتها الحرب.
