كشفت وزارة الصحة الاتحادية في السودان عن تصاعد خطير في تفشي عدد من الأمراض الوبائية، حيث سُجّلت 28 إصابة جديدة بحمى الضنك، جميعها في ولاية الخرطوم، إضافة إلى 674 إصابة جديدة بالكوليرا، بينها 13 حالة وفاة خلال أسبوع واحد، في مؤشر يثير القلق بشأن الوضع الصحي العام في البلاد.
جاء ذلك خلال اجتماع غرفة عمليات الطوارئ الاتحادية الذي انعقد اليوم الثلاثاء بمقر الوزارة، واستعرض تقارير صحية شاملة عن الفترة ما بين 5 إلى 11 يوليو، وهو الأسبوع رقم 27 من التقويم الصحي لهذا العام.
ووفقًا للتقارير، فإن الكوليرا تستمر في الانتشار على نطاق واسع، حيث ظهرت حالات في 33 محلية موزعة على 12 ولاية، مما رفع العدد التراكمي للإصابات إلى 87,762 حالة، منها 2,264 وفاة، في 111 محلية بـ17 ولاية، وهو ما وصفته الوزارة بـ”الوضع الخطير الذي يتطلب استجابة عاجلة”.
كما رصدت التقارير 68 إصابة بالحصبة دون تسجيل وفيات، إلى جانب 13 حالة إصابة بضربات الشمس، بينها 3 حالات وفاة في ولايتي البحر الأحمر والشمالية، منذ بدء الموسم الحار في الأسبوع 19.
التقارير الصحية شملت أيضًا أداء الاستجابة في مجال البيئة ومراقبة الأغذية، حيث أُجريت اختبارات على 1,266 مصدر مياه داخل الشبكة من أصل 1,514 مستهدفًا، وتم نقل ومعالجة 19,409 أطنان من النفايات من أصل 22,765 طنًا، بنسبة إنجاز بلغت 85٪ في 9 ولايات.
من جهة أخرى، أظهر تقرير إدارة الحجر الصحي دخول 16,555 شخصًا إلى البلاد عبر المنافذ المختلفة خلال أسبوع، مقابل مغادرة 9,978 شخصًا. كما بلغ عدد العائدين طوعياً من مصر خلال أسبوع 10,175 شخصًا، بينما عاد 7,800 شخصًا من جنوب السودان بشكل تراكمي.
وتطرقت الجلسة إلى الأوضاع الصحية في ولاية الخرطوم وإقليم النيل الأزرق، إلى جانب استعدادات فصل الخريف، والتحديثات الخاصة بأنظمة المعلومات الجغرافية، والدعم المقدم من منظمة الصحة العالمية ويونيسيف.
وفي مداخلة عبر الاتصال المرئي، أكد د. هيثم محمد إبراهيم، وكيل وزارة الصحة الاتحادية، أن التحديات الصحية لا تزال ماثلة رغم الجهود المبذولة، مشددًا على ضرورة رفع الجاهزية لطوارئ الخريف، وتفعيل غرف الطوارئ في الولايات بموجب توجيهات رئيس مجلس الوزراء.
كما دعا إلى التحرك العاجل لاحتواء حمى الضنك في الخرطوم، ومواجهة تفشي الكوليرا في النيل الأزرق، عبر تنسيق وطني ومحلي يواكب حجم التهديد الصحي المتزايد.