Ultimate magazine theme for WordPress.

ميرغني إدريس: القوة الصامتة التي تعيد رسم السودان

متابعات - أمواج نيوز

0

ميرغني إدريس: القوة الصامتة التي تعيد رسم السودان

متابعات – أمواج نيوز – في عالم السياسة، لا يُخلّد التاريخ من يصنع الضجيج، بل أولئك الذين يعملون بصمت في لحظات التحوّل الكبرى، ليعيدوا للدولة توازنها حين تتشتت بوصلة القرار. ومن بين هؤلاء، يبرز اسم الفريق أول ميرغني إدريس، الرجل الذي يصفه المراقبون بـ“رجل الظل” في دهاليز السلطة، وصانع التوازن بين القوة والتنمية.

 

 

 

 

 

 

عودة إدريس إلى المشهد بجانب الفريق أول عبد الفتاح البرهان لم تكن مجرد لقطة بروتوكولية، بل إشارة دقيقة بأن الرجل في قلب معادلة الحكم، يدير ملفات حساسة تمسّ توازن القوة داخل الدولة، ويعيد ضبط العلاقة بين الفكرة والسلاح، المواطن والجيش، والدولة وذاتها.

 

 

 

 

 

 

 

 

من موقعه على رأس منظومة الصناعات الدفاعية، أعاد إدريس تعريف العلاقة بين العسكري والمدني، وحوّل المنظومة من مؤسسة إنتاج تقليدية إلى رافعة استراتيجية للاقتصاد الوطني، كما بنى شبكة علاقات دولية حافظت على استقلال القرار العسكري والاقتصادي بعيداً عن هيمنة المال الخارجي.

 

 

 

 

 

 

اعتمد نهج رجل الدولة لا رجل الصراع، فتعامل مع الأزمة الوطنية كفرصة لتعزيز القرار الوطني، وفتح مسارات اقتصادية جديدة للمؤسسة العسكرية، مع تقليل تأثير الحصار غير المعلن على السودان، ليصبح الجيش شريكاً في التنمية لا أداة للحرب.

 

 

 

 

 

 

 

في التفاوض حول الاتفاق الإطاري 2023، مارس ضغوطاً هادئة على الأطراف الدولية لتوسيع قاعدة المشاركة السياسية، مؤمناً بأن إقصاء أي مكوّن وطني يضعف الجبهة الداخلية، وأن الدولة تبنى على التوافق البنيوي الدائم لا التوازنات المؤقتة.

 

 

 

 

 

 

خلال الحرب، برزت المنظومة كذراع إنساني للدولة، نسّقت مع القوات الجوية لإيصال الإمدادات للأهالي المحاصرين، ووفرت الغذاء والدواء والوقود، إضافة إلى تنظيم عمليات إجلاء السودانيين من الخارج، مجسدة مفهوم “الأمن الإنساني” الذي يربط بين الدفاع عن الأرض والحفاظ على الحياة.

 

 

 

 

 

 

 

بفضل شركات المنظومة وعلى رأسها زادنا، تحوّل المال العسكري إلى أداة لإعادة الإعمار، وأُعيد تأهيل الطرق والمطارات بتمويل وطني، مؤكدين أن الجيش يمكن أن يكون ذراعاً للبناء لا للهدم.

 

 

 

 

 

 

 

اليوم، ومع تعقّد المشهد الإقليمي، يظهر إدريس بجانب البرهان ليس مصادفة، بل كحضور يعكس توازناً دقيقاً بين الداخل والخارج، وبين ما يُقال علناً وما يُدار في الغرف المغلقة، حيث تُرسم ملامح القرار السوداني بعيداً عن الأضواء.

 

 

 

 

 

 

 

في النهاية، التاريخ لا يُكتب بما يُقال في البيانات، بل بما يصنعه “الهادئون” خلف الكواليس، وربما لهذا يُقال إن ميرغني إدريس هو “رجل الظل” الذي أعاد للدولة شيئاً من ذاكرتها، وللقوة السودانية شيئاً من توازنها المفقود.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.