أحمد هارون يكشف كارثة علمية كبرى تسببها المليشيا

متابعات _ امواج نيوز _ في تطور خطير يكشف حجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية للهيئات الوطنية السودانية، أقر المدير العام للهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية، مستشار أحمد هارون، بفقدان جزء كبير من أرشيف السودان العلمي المتعلق بعلوم الأرض والبترول، والذي يعود تاريخه إلى أكثر من قرن، وذلك بعد قيام مليشيا الدعم السريع بحرق البرج الرئيسي للهيئة الذي كان يضم المكتبة ومركز المعلومات.

وقال هارون في تصريح لموقع “المحقق” الإخباري، إن الهيئة لم تتمكن من استرداد كامل المعلومات والبيانات، رغم الجهود الكبيرة التي بُذلت داخليًا وخارجيًا، موضحًا أنهم تمكنوا من استعادة نحو 70% فقط من المعلومات الحديثة الخاصة بعمل الهيئة في السنوات الأخيرة، بينما ضاع الجزء الأكبر من أرشيف يعود إلى العام 1905، بما يحتويه من خرائط وبيانات ومسوحات جيولوجية نادرة.

وأشار هارون إلى أن الخسائر لم تتوقف عند فقدان المعلومات، بل شملت أصول الهيئة ومنشآتها الأساسية، حيث تعرّض مركز رصد الزلازل للتدمير الكامل، إلى جانب المعامل الفنية والمقر التاريخي للهيئة الذي أُتلف بشكل كبير، كما تم حرق البرج الجديد للهيئة بالكامل، ما أدى إلى توقف عدد من المشاريع الحيوية.

وفي ما يتعلق بالخسائر المادية، كشف هارون عن سرقة عشر حفارات حديثة من الورشة المركزية بمدينة بحري، تبلغ قيمة الواحدة منها نحو مليون ونصف دولار، بالإضافة إلى نهب كامل الآليات الثقيلة التي كانت الهيئة قد استلمتها قبل اندلاع الحرب بفترة وجيزة.

ورغم تلك الخسائر الفادحة، أوضح هارون أن الهيئة لم تتوقف عن العمل، بل شرعت في استعادة نشاطها باستخدام مواردها الذاتية، حيث بدأت في شراء بعض المعدات الأساسية لاستئناف عمليات البحث والاستكشاف في مختلف مناطق السودان.

وأعلن المدير العام عن توقيع عشر اتفاقيات امتياز خلال عامي الحرب، إلى جانب ثماني اتفاقيات جديدة في قطاع التعدين الصغير لمختلف أنواع المعادن، مشيرًا إلى أن الهيئة باتت تركز بشكل خاص على المعادن الصناعية لدعم جهود الدولة في إعادة الإعمار وإنعاش الاقتصاد، مع الإشارة إلى وجود عدد من المشاريع الواعدة التي ستنطلق قريبًا في هذا المجال.