Ultimate magazine theme for WordPress.

إبراهيم شقلاوي يكتب : خطر بحيرة سد النهضة

تحذيرات من مخاطر مائية محتملة بسبب سد النهضة... خبراء يدعون لتحوطات عاجلة وتنسيق إقليمي مشدد

0

مقالات _ امواج نيوز _  في ظل التصعيد المستمر في ملف سد النهضة، حذّر خبراء مياه من تأخر إثيوبيا في فتح بوابات السد قبيل موسم الأمطار، ما قد يؤدي إلى تداعيات مائية خطيرة على دول المصب، وفي مقدمتها السودان.

 

 

 

الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، كشف في تصريحات نقلها موقع “نبض السودان” عن انخفاض الإيراد المائي للنيل الأزرق إلى ما يقارب 12 مليون متر مكعب يوميًا، وهي كمية – حسب قوله – لا تكفي لتشغيل توربين واحد لساعات طويلة، مما قد يؤخر تفريغ البحيرة في الوقت المناسب قبل بداية موسم الفيضان.

 

 

 

 

في المقابل، تشير تقارير الرصد المائي إلى أن بحيرة السد فقدت أكثر من خمسة أمتار من منسوبها خلال الأسابيع الماضية، مع استمرار تدفق النيل الأزرق بمعدلات تراوحت بين 35 و45 مليون متر مكعب يوميًا، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت التوربينات قد توقفت فعليًا عن العمل أو أن هناك تباينًا في دقة البيانات المتداولة.

 

 

 

هذه المؤشرات تفتح الباب أمام جدل فني وسياسي واسع حول النوايا الإثيوبية ومدى التزامها بتبادل المعلومات، خصوصًا أن أديس أبابا تحتفظ حاليًا بأكثر من 60 مليار متر مكعب من المياه في بحيرة السد، ما يفرض عليها – وفق مراقبين – تصريف نحو 20 مليار متر مكعب لاستيعاب فيضان الصيف المقبل.

من جانبه، قلّل وزير الري السوداني الأسبق، الدكتور عثمان التوم، من احتمالات وجود خطر مباشر على السودان، متوقعًا أن تقوم إثيوبيا بتصريف نحو 5 مليارات متر مكعب فقط خلال الشهرين المقبلين، وهو ما اعتبره كافيًا لتغطية الاحتياجات المائية للسودان ومصر، مؤكدًا وجود خطة تشغيل لخزان الروصيرص لضمان عدم حدوث أي مخاطر.

 

 

 

ومع ذلك، تبقى المخاوف قائمة من تصريف مفاجئ وغير منسق، قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في منسوب النيل الأزرق، خاصة في ظل الفارق الكبير بين قدرة تصريف سد النهضة القصوى (31 ألف م³/ث) وسد الروصيرص (23 ألف م³/ث)، ما قد يتسبب في فيضانات كارثية إن لم تُتخذ الاحتياطات الفنية اللازمة.

هذه التطورات تبرز الحاجة الملحة لإنشاء “مفايض طوارئ” في بحيرة الروصيرص كخيار استراتيجي لتلافي الفائض المائي المحتمل، كما تؤكد على ضرورة وجود صوت علمي سوداني وطني مستقل، يوفر بيانات دقيقة ومحدثة لصناع القرار والرأي العام.

 

 

 

 

 

ويكتسب التنسيق بين السودان ومصر وإثيوبيا أهمية متزايدة، خصوصًا في ظل التحديات السياسية والأمنية التي تعيشها المنطقة، وفي ضوء إعلان مبادئ سد النهضة الموقع عام 2015، الذي نص على التعاون وعدم الإضرار وتبادل المعلومات.

 

 

 

في ختام المشهد، تتجدد الدعوات لضرورة اتخاذ موقف سوداني علمي متزن، يرتكز على رصد وطني موثوق وتحليل علمي دقيق، بعيدًا عن الانجرار وراء تقديرات إعلامية قد تحمل في طياتها رسائل سياسية تفاوضية. فسد النهضة لم يعد مجرد مشروع مائي، بل تحول إلى ملف جيوسياسي يتطلب تعاملاً استراتيجياً رفيع المستوى يوازن بين المصالح الوطنية والتحديات الإقليمية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.