امواج نيوز

تصعيد خطير في الفاشر

دقلو يتوعد

متابعات _ امواج نيوز _ تصعيد خطير ضمن مسار الحرب السودانية المستمرة منذ أكثر من عام، أطلق عبد الرحيم دقلو، نائب قائد إحدى القوى المسلحة، تصريحات مثيرة للجدل توعد فيها بتوسيع نطاق العمليات العسكرية لتشمل مناطق جديدة، مؤكدًا أن نهاية ما وصفها بـ “دولة 56” – في إشارة إلى السودان بحدوده المعترف بها منذ الاستقلال عام 1956 – ستكون من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

 

وخلال خطاب ألقاه أمام حشد من قواته، قال دقلو إن قواته ستواصل تقدمها الميداني، معتبرًا أن الفاشر ستكون نقطة التحول الكبرى في مسار الحرب، وستشكل بداية لنهاية النظام السياسي الذي ظل يحكم السودان منذ الاستقلال. وأضاف أن خطط القوات تشمل نقل العمليات إلى مناطق جديدة، في مقدمتها ولاية نهر النيل شمالي البلاد، مما يعكس نية تصعيدية قد تفتح جبهات قتال جديدة في مناطق لم تشهد اشتباكات مباشرة حتى الآن.

ويأتي هذا التصريح بعد أسابيع من تصاعد القتال في مدينة الفاشر، التي تُعد واحدة من آخر معاقل القوات المسلحة السودانية في دارفور، وتحظى بأهمية استراتيجية كبيرة. ويرى مراقبون أن هذا التهديد يهدف إلى ممارسة ضغط نفسي ومعنوي على الحكومة والقوات المسلحة، وربما تأليب السكان في الولايات الشمالية من السودان، التي كانت بمنأى نسبي عن القتال المباشر منذ اندلاع الحرب.

كما تثير تصريحات عبد الرحيم دقلو قلقًا واسعًا بشأن مستقبل السودان ووحدته الإقليمية، في ظل تزايد الخطاب الذي يتجاوز المعركة العسكرية إلى التشكيك في شرعية الدولة السودانية نفسها، وفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر تعقيدًا على الصعيدين السياسي والجغرافي.

وتأتي هذه التطورات بينما تتواصل الجهود الدولية للوساطة، والتي تعثرت في عدة محطات بسبب تعنت الأطراف وغياب الثقة المتبادلة، في وقت يتفاقم فيه الوضع الإنساني وتزداد معاناة المدنيين، خصوصًا في مناطق القتال.

تبقى الأوضاع مفتوحة على جميع الاحتمالات، وسط تحذيرات من انزلاق البلاد إلى مزيد من التفتت والصراع، إذا لم يتم التوصل إلى وقف شامل وفوري لإطلاق النار، يعقبه مسار سياسي جاد يضع حدًا لهذا النزيف الوطني.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.