الصادق الرزيقي يكشف اسرار مع البشير عن مخاوف تفكك السودان
تفاصيل مثيرة تكشف لأول مرة: ماذا قال الصادق الرزيقي عن البشير ومخاوفه من تفكيك السودان؟

متابعات _ امواج نيوز _ أكد الصحفي السوداني الصادق الرزيقي في حلقة جديدة من “بالسوداني بودكاست” أن الرئيس السوداني السابق عمر البشير عبّر له عن مخاوفه الكبيرة بشأن التداعيات الخطيرة للصراع المسلح المستمر في البلاد، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي يهدد وحدة البلاد ويزيد من عمق الانقسامات داخل المجتمع السوداني. وتناول الرزيقي في حديثه خلال الحلقة التي أثارت اهتمام العديد من المتابعين، أن البشير كان قد حذر من العواقب الوخيمة لاستمرار العنف، حيث رأى أن السودان قد يواجه تفككًا داخليًا نتيجة للصراعات المستمرة بين الأطراف المختلفة.
وأفاد الرزيقي أن البشير ذكر له أن المشروع الذي بدأ منذ عام 1982 والذي يهدف إلى تفكيك السودان استُخدم من قبل بعض القوى الخارجية، حيث تم استغلال الفصائل المسلحة كغطاء للتدخلات العسكرية في الشؤون الداخلية للبلاد. وأوضح البشير أن بعض العناصر داخل قوات الدعم السريع قد انحرفت عن مهمتها الأصلية التي كانت تهدف إلى حماية المدنيين وحفظ الأمن، وأصبحت جزءًا من الصراع العسكري الذي يزيد من تعقيد الأزمة الحالية.
وأضاف الرزيقي أن الرئيس السابق أشار إلى أنه كان يلتقي بقيادات قوات الدعم السريع بشكل دوري، لكن بعض هذه العناصر خرجت عن إطار مهمتها الأساسية وأصبحت تشارك في صراعات مسلحة دون أن تكون هناك حاجة لذلك، ما أسهم في زيادة حدة التوترات في البلاد. وفي ذات السياق، أكد الرزيقي أن البشير كان يرى أن هذه القوات قد ساهمت في تأجيج الأزمة من خلال تحركات غير مدروسة، مما زاد من عمق الصراع.
وأشار الرزيقي إلى أن البشير كان يرى أن بعض القوى الإقليمية والدولية تسعى لتحقيق مصالح استراتيجية في السودان، وهو ما دفعه إلى تحذير الأطراف المختلفة من المخاطر التي قد تنتج عن صراع طويل الأمد في البلاد. وشدد البشير على أن استمرار الصراع سيعني أن السودان سيكون عرضة لأجندات خارجية قد تضر باستقراره السياسي والاقتصادي.
ومن جهة أخرى، قال الرزيقي إن تصريحات البشير تكشف عن حالة من القلق العميق بشأن المستقبل السياسي للسودان. فالرئيس السابق، الذي كان جزءًا من النظام الذي حكم البلاد لعقود، يرى أن الأزمة الحالية تعكس فشلًا في استيعاب الدروس السابقة وأنه يجب على جميع الأطراف العمل على إنهاء الصراع وتوحيد الجهود من أجل إعادة الاستقرار إلى البلاد.
وأفاد الرزيقي أن هذه الإفادات الجديدة تفتح المجال لفهم أعمق حول الخلفيات المعقدة التي أدت إلى تدهور الأوضاع في السودان. وأشار إلى أن تصريحات البشير لا تقتصر على كشف بعض التفاصيل، بل تقدم رؤى استراتيجية حول كيفية تعاطي الفاعلين المحليين والدوليين مع الأحداث التي تجري في السودان اليوم.
من جهة أخرى، ذكر الرزيقي أن البشير كان يصف الوضع في السودان بأنه نتاج سلسلة من الانحرافات التي حدثت داخل القوات المسلحة وفي بعض المؤسسات السياسية التي كانت تتدخل في الشؤون الداخلية بطريقة تؤدي إلى صراع دائم بين المجموعات المسلحة. وأشار إلى أن هذه الانحرافات لم تكن واضحة للأمة السودانية إلا بعد اندلاع الثورة في عام 2019، ما دفع العديد من المحللين إلى إعادة تقييم الدور الذي لعبته بعض الفصائل في تصعيد الأزمة.
وفيما يتعلق بدور قوات الدعم السريع، أضاف الرزيقي أن البشير كان يعتقد أن بعض القيادات في هذه القوات كانت تستخدم الصراع في إطار تعزيز نفوذها السياسي والعسكري، وهو ما أثر بشكل مباشر على استقرار البلاد. وأشار إلى أن البشير كان يرى في هذه القوات أحد العوامل التي أسهمت في تعميق الأزمة، وهو ما أدى إلى تزايد التوترات بين الفرقاء السودانيين.
وفيما يتعلق بمصير السودان في المستقبل، أكد الرزيقي أن البشير كان يرى أن الشعب السوداني بحاجة إلى التكاتف والعمل المشترك من أجل وضع حد للصراع المستمر. وأضاف أن الشعب السوداني كان يجب أن يتجاوز الانقسامات الداخلية وأن يسعى إلى تعزيز الوحدة الوطنية من خلال الحوار البناء والتفاهم بين مختلف الأطراف. ووفقًا لرؤية البشير، فإن استمرار النزاع سيؤدي إلى زيادة التدهور في الوضع الأمني والسياسي في البلاد.
وأشار الرزيقي إلى أن إفادات البشير تثير العديد من الأسئلة حول دور القوى الإقليمية والدولية في الصراع السوداني، وكيف يمكن للمجتمع الدولي أن يساعد في تسوية الأزمة وإنهاء الصراع. وأوضح الرزيقي أن الحلول يجب أن تكون سودانية بحتة، ولكن ذلك لا يمنع من أن يكون للمجتمع الدولي دور في تشجيع الأطراف على التوصل إلى اتفاق شامل يحفظ استقرار السودان.
وفي ختام حديثه، أكد الرزيقي أن الأزمة السودانية الحالية تتطلب التزامًا جادًا من جميع الأطراف السودانية، بما في ذلك الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، والمجموعات المسلحة الأخرى، للوصول إلى حل سياسي يضمن استقرار البلاد وتجنب المزيد من التصعيد. كما أشار إلى أن الوضع الراهن يعكس فشلًا في إيجاد حلول مستدامة للأزمة السودانية، وهو ما يدعو إلى ضرورة النظر في استراتيجيات جديدة لإنهاء هذا الصراع المستمر.