من ساحات الثورة إلى دائرة الغموض.. أين اختفى دسيس مان بعد ظهوره مع الدعم السريع؟
اختفاء دسيس مان يثير التساؤلات بعد ظهوره الأخير بزي الدعم السريع

متابعات _ امواج نيوز _ برز محمد يحيى بشير، المعروف بلقب “دسيس مان”محمد يحيى بشير، المعروف بلقب “دسيس مان”، كأحد أبرز الوجوه الجماهيرية إبان ثورة ديسمبر السودانية، حين ارتبط اسمه بساحات الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش في الخرطوم عام 2019، إذ لمع نجمه كرمز شبابي ثوري اعتمد على الهتاف والغناء لإيصال صوت المحتجين المطالبين بالتغيير. كان ظهوره العفوي وإيقاعه الحماسي سببًا في أن يتحول إلى ظاهرة شعبية، سرعان ما اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح صوتًا ملازمًا لكل لحظة مفصلية في الثورة، ورمزًا للتحدي السلمي والإبداع الجماهيري.
لكن بمرور الوقت، وتحديدًا عقب أحداث فض الاعتصام، خفت صوت “دسيس مان”، واختفى عن الأنظار بشكل مفاجئ، دون أن تصدر عنه أو عن محيطه أي تصريحات رسمية توضح سبب غيابه. تراوحت الأنباء ما بين الحديث عن مقتله أو اختفائه قسرًا أو حتى خروجه الطوعي من المشهد خشية الاستهداف، بينما ظل الغموض يحيط بمصيره. خلال تلك الفترة، استمر السودانيون في تداول مقاطع هتافاته التي توثق وجوده في مقدمة الصفوف، فيما أصبحت التساؤلات حول مصيره تطرح عند كل استذكار لرموز الثورة.
وفي تحول غير متوقع، عاد اسم “دسيس مان” إلى الواجهة مجددًا، ولكن هذه المرة وسط جدل كبير. حيث رُصد ظهوره عبر منصة “تيك توك” مرتديًا الزي الرسمي لقوات الدعم السريع، وقد وُضعت على كتفه شارة تحمل رتبة “رائد”، حيث دافع في مقطع مصور عن دور الدعم السريع في حماية البلاد، مما أثار موجة واسعة من التعليقات الساخرة والانتقادات الحادة من قبل متابعيه الذين رأوا في ذلك خروجًا كاملاً عن مبادئ الثورة وثوابتها. ظهوره بهذا الشكل المفاجئ دفع كثيرين لاتهامه بالتقلب، فيما رأى آخرون أنه ربما خضع لضغوط قاهرة أو استقطاب سياسي.
ومع توالي الأحداث، ظهرت أنباء غير مؤكدة على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بأن قوات الدعم السريع قد انقلبت عليه وقامت بتصفيته، وذلك عقب منشور جرى تداوله عبر فيسبوك قبل حذفه، زُعم فيه أن دسيس مان يعمل لصالح استخبارات الجيش السوداني. هذه الرواية إن صحت، فقد تكون السبب وراء استهدافه وتصفيته، وفقًا لما أورده ناشطون. بالمقابل، أشارت مصادر أخرى إلى أنه قد يكون محتجزًا في مدينة الضعين بشرق دارفور، بينما رجّح آخرون فرضية تصفيته فعليًا، مستندين إلى اختفائه التام عن المشهد منذ عدة أشهر، وهو ما يزيد من التساؤلات حول مصيره الحقيقي.
وفي ظل غياب أي تصريح رسمي أو تأكيد من عائلته أو السلطات، تبقى قضية دسيس مان محاطة بالغموض، ويظل اسمه مرتبطًا بواحدة من أكثر التحولات إثارة للجدل في مسار الثورة السودانية. وبين من يراه ضحية لتقلبات السياسة والصراعات المسلحة، ومن يصفه بالمنقلب على المبادئ، تبقى سيرته حاضرة بقوة في ذاكرة الشارع السوداني، وتعكس مدى هشاشة المسارات الثورية في ظل واقع مليء بالتعقيدات والانقسامات.
ملاحظة: هذا التقرير يستند إلى معلومات متداولة على منصات التواصل الاجتماعي ولم يتم تأكيدها من جهات رسمية حتى تاريخ النشر.