امواج نيوز

قوات الدعم السريع تصعد هجومها على مدينة الفاشر

الفاشر تحت النار مع تصاعد القصف وتحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة

الفاشر – أمواج نيوز – 23 أبريل 2025:

تشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تصعيدًا ميدانيًا هو الأعنف منذ أشهر، وسط قلق متزايد من كارثة إنسانية تلوح في الأفق. فقد أودى قصف مدفعي مكثف بحياة ما لا يقل عن 20 مدنيًا، وأوقع عشرات الجرحى، وفقًا لمصادر محلية وشهادات متطابقة من سكان وعمال إغاثة.

 

 

القصف، الذي استمر لثلاثة أيام متتالية، استهدف أحياءً سكنية وأسواقًا شعبية، بالإضافة إلى مخيمات للنازحين من بينها أبو شوك وأبوجا. وأفادت غرفة الطوارئ الميدانية بأن عدد الضحايا المدنيين تجاوز 80 قتيلًا منذ بداية التصعيد، بينهم نساء وأطفال، بينما يتلقى العشرات العلاج وسط نقص كبير في الكوادر والمعدات الطبية.

 

 

ويرى مراقبون أن هذا التصعيد يأتي في سياق استعدادات محتملة لعملية عسكرية برية من قبل قوات الدعم السريع، التي تُحكم سيطرتها على مداخل المدينة منذ أيام، في ظل حصار يفاقم من معاناة السكان المحاصرين داخل المدينة.

 

 

وفي بيان تلقته “أمواج نيوز”، أدانت لجان مقاومة الفاشر ما وصفته بـ”الهجمات العشوائية”، مؤكدة أن القصف طاول مناطق مدنية ومرافق حيوية، وتسبب في تدمير البنية التحتية في عدد من الأحياء. وأضاف البيان أن الأسواق المحلية تضررت بشكل كبير، مما زاد من معاناة الأهالي في ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية متردية.

 

 

من جانبها، أعلنت القوات المسلحة السودانية عن تنفيذ ضربات مدفعية على مواقع قالت إنها تابعة لقوات الدعم السريع في شمال غرب المدينة، مشيرة إلى فرار مجموعة من مقاتلي الأخيرة على متن عربات عسكرية، أعقبها اشتباك بين تلك القوة ومجموعة من الشرطة العسكرية، أدى إلى سقوط خسائر في الأرواح وتدمير بعض الآليات.

 

 

وفي تطور مؤلم، نعت غرفة طوارئ الفاشر أصغر متطوعيها، الطفل محمد مختار إسماعيل (14 عامًا)، الذي فارق الحياة متأثرًا بجراحه عقب إصابته أثناء أداء مهامه التطوعية في أحد مراكز النزوح. وكان إسماعيل يساعد في توزيع الغذاء وتقديم الدعم للمتضررين، ما أثار موجة من التعاطف والحزن بين سكان المدينة.

الطفل محمد مختار إسماعيل (14 عامًا)

 

ويواجه سكان الفاشر ظروفًا معيشية صعبة، حيث تعاني المدينة من انعدام المواد الغذائية وانقطاع التيار الكهربائي والمياه النظيفة، إلى جانب توقف الخدمات الأساسية. وتعتمد العديد من العائلات على مطابخ مجتمعية تديرها منظمات مدنية لتوفير وجبات يومية، وسط غياب شبه تام للمساعدات الإنسانية من الخارج.

 

 

وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، تواصل منظمات حقوق الإنسان والجهات الدولية التحذير من تدهور الأوضاع في إقليم دارفور بشكل عام، مع دعوات متكررة لوقف فوري لإطلاق النار، وفتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين وإيصال المساعدات.

 

 

ويتابع المجتمع الدولي ما يجري في الفاشر بقلق بالغ، وسط تحذيرات من تداعيات أمنية وإنسانية وخيمة قد تؤثر ليس فقط على إقليم دارفور، بل على استقرار السودان والمنطقة ككل، ما لم يتم احتواء الأزمة عبر الحوار السياسي والمساعي الدبلوماسية العاجلة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.