في ظل الأوضاع الصحية الحرجة التي تعيشها البلاد، أكد رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس أهمية تسريع الجهود الوطنية لإعادة بناء القطاع الصحي في السودان، مشددًا على ضرورة التكاتف بين الحكومة والمنظمات الدولية من أجل تجاوز التحديات المتراكمة التي أفرزتها الحرب والانهيار الخدمي.
وخلال لقاء جمعه بوفد من منظمة الصحة العالمية بقيادة الدكتور شبل صهباني، ممثل المنظمة في السودان، ناقش إدريس سبل تنسيق الجهود لتعزيز العمل الصحي الإنساني، مثمنًا الدور المؤثر الذي لعبته المنظمة، خاصة في برامج القضاء على وباء الكوليرا، وما حققته من نتائج إيجابية واضحة على الأرض.
الاجتماع، الذي عُقد في مدينة بورتسودان، شهد حضور ممثلين عن وزارة الصحة السودانية، حيث اتُّفق على ضرورة الإسراع في بلورة استراتيجية وطنية شاملة لإعادة تأهيل النظام الصحي، تتضمن إصلاح المؤسسات الطبية، وتطوير قدرات الكوادر، وتحسين البنية التحتية، بالإضافة إلى إعداد برامج تدخلات طارئة تنقذ الأرواح وتدعم الاستقرار الصحي.
كما تطرق اللقاء إلى عودة منظمة الصحة العالمية إلى العاصمة الخرطوم، حيث تم التأكيد على أن هذه العودة ستجري تدريجيًا عبر مراحل، في تناغم مع عودة المؤسسات الرسمية إلى مواقعها، بما يسهم في توفير استجابة صحية ميدانية أكبر في المناطق المتضررة من النزاع.
ممثل منظمة الصحة العالمية شدد من جانبه على ضرورة مشاركة جميع الأطراف الوطنية والدولية في وضع السياسات الصحية المستقبلية، منوهًا بأن التنسيق المشترك هو الطريق الأمثل لإعادة بناء قطاع صحي قادر على مواجهة التحديات وتقديم خدمات طبية فعالة لكل المواطنين.
في ختام الاجتماع، دعا إدريس إلى توحيد الجهود وتجاوز التعقيدات البيروقراطية، مؤكدًا أن الحكومة تعتبر ملف الصحة أولوية قصوى، وأن المستقبل يتطلب منظومة صحية عادلة ومستدامة تستوعب حجم الضرر، وتفتح الباب أمام تعافٍ صحي طويل الأمد في مختلف ولايات السودان.