Ultimate magazine theme for WordPress.

تحرك دولي مشترك لحل أزمة السودان

0

في مؤشر على تنامي التحركات الدبلوماسية الدولية تجاه القارة الإفريقية، كشف المستشار الرئاسي الأمريكي للشؤون الإفريقية، مسعد بولس، عن تنسيق أمريكي قطري متسارع يهدف إلى احتواء النزاعات المسلحة المتفاقمة في السودان وليبيا ومنطقة الساحل والبحيرات العظمى، مؤكدًا أن تعزيز جهود السلام أصبح أولوية استراتيجية مشتركة لواشنطن والدوحة.

 

جاء ذلك في تغريدة نشرها بولس عقب اجتماع مغلق عقده في العاصمة القطرية الدوحة مع وزير الدولة القطري، الدكتور محمد الخليفي، حيث وصف اللقاء بـ”المثمر”، مشيرًا إلى أنه أعاد التأكيد على الشراكة الأميركية القطرية في مواجهة الأزمات المتصاعدة في إفريقيا.

 

وقال بولس: “سنواصل العمل جنبًا إلى جنب من أجل دعم الاستقرار والازدهار في القارة الإفريقية”، في إشارة إلى توجه أمريكي متجدد لتكثيف النفوذ السياسي والإنساني في مناطق الصراع، لا سيما بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

 

وتزامنت زيارة بولس إلى الدوحة مع تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في السودان، الذي يشهد معارك مستمرة بين الجيش ومليشيا الدعم السريع، بالإضافة إلى الفوضى المسلحة في ليبيا، وارتفاع وتيرة نشاط الجماعات المتطرفة في بلدان الساحل وغرب إفريقيا.

 

وفي خطوة لافتة ضمن التحرك الدبلوماسي الأميركي، شهد بولس خلال زيارته مراسم توقيع إعلان مبادئ للسلام في الكونغو الديمقراطية بين الحكومة وجماعة “M23” المسلحة، وهو اتفاق تم برعاية قطرية وبدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي، ويهدف إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وإعادة سلطة الدولة في المناطق التي تشهد اضطرابات، تمهيدًا لاتفاق سلام نهائي بحلول 18 أغسطس.

 

التحركات الأمريكية ـ القطرية الجديدة تشير إلى استراتيجية متعددة المسارات لاحتواء بؤر التوتر في إفريقيا، خصوصًا في ظل تنامي المخاوف من اتساع رقعة النزاعات إلى دول الجوار الإقليمي، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية غير مسبوقة، لا سيما في السودان.

 

ويرى مراقبون أن هذه الشراكة تمثل محاولة لإعادة رسم خارطة النفوذ في إفريقيا، في ظل تنافس إقليمي ودولي متصاعد، بينما تسعى واشنطن عبر أذرعها الدبلوماسية إلى ضمان موقع أكثر فاعلية في مسارات الحل السياسي والإنساني بالقارة السمراء.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.