تشهد وزارة الخارجية السودانية حراكًا داخليًا لافتًا وسط مؤشرات قوية على توجه القيادة لاختيار شخصية دبلوماسية لقيادة الوزارة، في نهج يعيد إلى الأذهان تعيين أربعة وزراء سابقين من نفس الخلفية، كان آخرهم السفير عمر صديق.
مصادر مطلعة كشفت لصحيفة “الشعب” أن النقاشات الأخيرة ركزت على اسم السفير بدر الدين عبد الله، وكيل الوزارة الأسبق، والذي أُبعد من منصبه إبان سيطرة قوات الدعم السريع بعد اعتراضه على رفض استقبال وزير الخارجية القطري، الأمر الذي قاد لاحقًا إلى إقالته. يقيم بدر الدين حاليًا في العاصمة القطرية الدوحة حيث يعمل في القطاع الخاص، بينما تم ترشيحه مؤخرًا لمنصب سفير السودان لدى قطر.
في ذات السياق، برز اسم آخر ضمن الترشيحات المحتملة لتولي حقيبة الخارجية، وهو السفير عبد الغني النعيم، الذي يشغل حاليًا منصب سفير السودان في السنغال، وكان قد تقلّد سابقًا منصب وكيل الوزارة.
المزيد من المشاركات
ورغم الحراك الجاري في ملف التعيينات، كشف مصدر من داخل الوزارة عن تعليق مفاجئ للكشف الدوري الخاص بتنقلات السفراء إلى الخارج، بتوجيه مباشر من مجلس السيادة، ما أحدث حالة من الإرباك بين عدد من الدبلوماسيين الذين كانوا على وشك المغادرة لتولي مهامهم الجديدة في عدة دول.
ويأتي هذا القرار على الرغم من صدور موافقات رسمية من ثلاث دول صديقة لاعتماد سفراء سودانيين جدد، من بينهم أربعة دبلوماسيين كان يفترض أن يتولوا مناصب قائم بالأعمال، ما أثار استغرابهم لا سيما أن الإجراءات الخاصة بنقلهم كانت قد اكتملت بالفعل دون أي عراقيل.
التحركات الجارية داخل الوزارة تعكس محاولات لإعادة ترتيب البيت الدبلوماسي وسط واقع سياسي متشابك، فيما تظل الأنظار معلّقة على من سيقود الدبلوماسية السودانية في ظل تعقيدات الداخل وتقاطعات الخارج.
