في واقعة مأساوية أثارت صدمة واسعة، لقي اللواء عصام الدين عبد الله، المدير الجديد لأمن محافظة الوادي الجديد، مصرعه صباح الأحد في حادث سير مفجع، وذلك بعد ساعات فقط من تعيينه رسميًا ضمن حركة تنقلات وزارة الداخلية المصرية.
اللواء عبد الله كان في طريقه لاستلام مهامه الجديدة حين انقلبت سيارته الخاصة على الطريق الصحراوي الغربي، قبل محور سمالوط بمحافظة المنيا، ليسدل الستار على حياة مهنية امتدت لعقود، انتهت قبل أن تبدأ مرحلتها الأهم في منطقة استراتيجية جنوب غرب البلاد.
التحريات الأولية أشارت إلى أن الحادث نجم عن فقدان السيطرة على السيارة، ما أدى إلى انقلابها بشكل عنيف، وأودى بحياة اللواء على الفور، بينما أُصيب اثنان من مرافقيه، تم نقلهما إلى مستشفى سمالوط التخصصي لتلقي العلاج، دون صدور بيانات رسمية حتى الآن عن حالتهما الصحية.
النيابة العامة باشرت تحقيقًا عاجلًا لكشف ملابسات الحادث، في وقت تم فيه التحفظ على السيارة لفحصها فنيًا، وسط تكهنات تشير إلى احتمال وجود خلل ميكانيكي أو انفجار في أحد الإطارات، بينما لا تزال الجهات المختصة تستبعد وجود شبهة جنائية حتى هذه اللحظة.
المزيد من المشاركات
الخبر وقع كالصاعقة في أوساط وزارة الداخلية، خاصة وأن تعيين اللواء عبد الله كان قد جاء ضمن حركة تغييرات شملت مواقع أمنية رفيعة، واعتُبر تعيينه في الوادي الجديد تتويجًا لمسيرته التي وُصفت بالمنضبطة والفعالة.
سارع عدد من القيادات الأمنية إلى تقديم التعازي، مثنيين على شخصية الراحل المهنية، ومشيدين بتاريخه الذي ترك فيه بصمة واضحة في كل المواقع التي شغلها، بينما عجّت وسائل التواصل الاجتماعي بصور الحادث وتدوينات نعي حزينة، عبّرت عن الفاجعة التي خلفها رحيله المفاجئ.
الطريق الصحراوي الغربي، الذي شهد الحادث، لطالما كان محل انتقاد بسبب حوادثه المتكررة الناتجة عن ضعف البنية التحتية وغياب الإنارة والخدمات، ما يُعيد إلى الواجهة التساؤلات حول سلامة الطرق وتوافر شروط الأمان، خصوصًا خلال تنقل المسؤولين وكبار الضباط.
ومع انتظار التقارير الفنية والطب الشرعي لحسم تفاصيل الحادث، يبقى غياب اللواء عصام عبد الله ضربة مؤلمة لجهاز الشرطة، ونقطة سوداء في سجل طريق يشهد حوادث مميتة لا تتوقف، رغم كل حملات التطوير والتحذيرات المتكررة.
