في كشف ميداني خطير يعكس حجم المخاطر التي تُركت خلفها الجماعات المسلحة، أعلن اللواء خالد حمدان، مدير المركز القومي لمكافحة الألغام، عن العثور على ثلاث مناطق مزروعة بالألغام المضادة للأفراد داخل غابة السنط، الواقعة بين منطقتي المقرن والنيل الأبيض في قلب العاصمة الخرطوم.
وأكد اللواء أن نوعية الألغام المكتشفة تُعد من أخطر الأنواع المحظورة دوليًا، إذ أنها بلاستيكية ولا تحتوي سوى على كمية ضئيلة جدًا من المعدن، مما يجعل اكتشافها بالأجهزة التقليدية أمرًا شبه مستحيل، ويتطلب تدخل فرق مزوّدة بتقنيات متقدمة للغاية.
ما ضُبط في غابة السنط لا يُعد فقط انتهاكًا لاتفاقية أوتاوا التي يُعد السودان طرفًا فيها، بل يمثل جريمة حرب واضحة، خاصة أن المنطقة كثيفة السكان، وتشهد مرورًا يوميًا لمئات المدنيين، ما يكشف عن نوايا خبيثة باستهدافهم حتى بعد انسحاب القوات المتمردة من المواقع التي كانت تسيطر عليها.
الحقول الثلاثة تم رصدها ضمن عمليات التقييم المستمر لمناطق التلوث بالألغام في الخرطوم، حيث تُسجَّل حالات خطرة لم تُعرف مسبقًا داخل أحياء العاصمة، وهو ما يؤكد أن عمليات التفخيخ تمت عن سبق إصرار في محاولة لتعقيد الحياة وإلحاق أكبر ضرر ممكن بالمواطنين العزل.
اللواء حمدان وجه نداءً عاجلًا إلى الأهالي، محذرًا من الاقتراب من منطقة الغابة أو محيط المقرن إلى حين انتهاء عمليات التفكيك والتطهير، موضحًا أن هذه الألغام شديدة الحساسية وقد تنفجر بمجرد تعرضها لضغط خفيف لا يتجاوز كيلوغرامًا واحدًا، وهو ما يجعلها مصدر خطر على الجميع، خصوصًا الأطفال والحيوانات.
هذه الواقعة تُضاف إلى سلسلة من الأدلة الموثّقة على استخدام مليشيا الدعم السريع لأساليب قتال محرّمة، في ظل استمرار محاولاتها لفرض واقع جديد عبر التخريب وزرع الرعب، بينما تواصل القوات النظامية تقدمها لاستعادة السيطرة وتأمين المناطق المأهولة.