في تصعيد دبلوماسي حاد، وجّهت وزارة الخارجية السودانية تحذيرًا شديد اللهجة حيال ما وصفته بـ”محاولة انقلابية إعلامية” نفذتها مليشيا الدعم السريع عبر إعلانها تشكيل حكومة بديلة، أطلقت عليها اسم “تحالف السودان التأسيسي – تأسيس”، واعتبرت الوزارة أن هذا التحرك لا يمثل فقط استهتارًا بإرادة الشعب السوداني، بل يشكل تعديًا صارخًا على سيادة الدولة.
الوزارة، في بيان صحفي صدر الأحد، أكدت أن أي جهة تتعامل مع هذا الكيان المزعوم تُعد شريكة في انتهاك السيادة الوطنية، محذّرة من الاعتراف أو التفاعل مع ما وصفته بـ”التنظيم غير الشرعي الذي صنعته المليشيا الإرهابية”، في إشارة واضحة إلى قوات الدعم السريع.
البيان، الذي اتسم بنبرة قوية، حمّل المليشيا مسؤولية معاناة الشعب السوداني منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، مذكّرًا بأنها ارتكبت صنوفًا من الانتهاكات ضد المدنيين، من تعذيبٍ وتنكيلٍ وتهجير. وأضاف أن هذا الإعلان هو بمثابة “صرخة مهزومة” بعد الانكسارات المتتالية التي تلقتها المليشيا أمام القوات المسلحة السودانية.
وأبدت الخارجية السودانية استياءها البالغ من استضافة العاصمة الكينية نيروبي لاجتماعات المليشيا التحضيرية، واعتبرت الخطوة تدخلًا سافرًا في الشأن السوداني، ومخالفة صريحة للقوانين الدولية والمواثيق الإقليمية، بما في ذلك مبادئ الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة الإيقاد.
واختتم البيان بمناشدة مفتوحة إلى دول الجوار، والمنظمات الإقليمية والدولية، لتبني موقف حازم من هذه المحاولة التي تهدف، حسب وصفه، إلى تقويض مؤسسات الدولة الشرعية عبر دعم جماعة متمردة خارجة عن القانون.
البيان حدد بوضوح أن التعامل مع هذا الكيان “بأي صورة من الصور” يُعد خرقًا لسيادة السودان، ومساسًا بحقوق ومقدرات شعبه، محذرًا من أن أي اعتراف به لن يُقابل إلا بالرفض القاطع والمحاسبة السياسية والدبلوماسية.