في تطور جديد أثار جدلًا واسعًا داخل الساحة السياسية والإعلامية، وجد رئيس حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، نفسه في مرمى نيران انتقادات حادة أطلقها نشطاء ومؤيدون لمعسكر بورتسودان، وذلك عقب تصريحات غير تقليدية أدلى بها خلال اجتماع للكتلة الديمقراطية عُقد مساء أمس.
مناوي أثار الاستياء بتصريحات بدا فيها مائلًا نحو خيار الحوار، بل وفتح الباب للتواصل مع أطراف لطالما اعتُبرت مناوئة، إذ قال صراحة إن أي جهة، سواء كانت الدعم السريع أو تحالف “صمود”، تُبدي نوايا إيجابية “فإننا مستعدون للتواصل معها”، في تلميح إلى تحول ملحوظ في موقفه الذي كان فيما مضى أكثر حدة تجاه ما يسميه البعض “الجنجويد”.
وفي سياق حديثه، ألقى مناوي بظلال من الشك حول طريقة تعامل الدولة مع حصار مدينة الفاشر، معتبرًا أن استجابة الحكومة والأطراف الفاعلة للأزمة تتسم بـ”البرود”، وهو تصريح أثار امتعاضًا واسعًا في صفوف المؤيدين للجيش السوداني.
أما عن المشهد الدولي، فقد انتقد مناوي “الرباعية الدولية”، محذرًا من فرض خارطة طريق لا تعبر عن تطلعات السودانيين، وداعيًا تلك القوى إلى التوجّه مباشرة نحو نبض الشارع بدلاً من صياغة الحلول من خارج الواقع. جاء ذلك في إشارة واضحة إلى مؤتمر واشنطن المقرر عقده غدًا لمناقشة تطورات الأزمة السودانية.
الأكثر إثارة في خطابه، كان موقفه من المشهد السياسي الداخلي في بورتسودان، حيث دعا إلى عدم إقصاء القوى السياسية لصالح قوى محددة، في نقد ضمني لطريقة تشكيل الحكومة الانتقالية التي تقودها المؤسسة العسكرية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
هذه المواقف، التي بدت مغايرة لخطابه السابق، فتحت عليه نيران الإعلام الموالي للجيش، حيث واجه سيلًا من الانتقادات اللاذعة، إلى جانب ضغوط متصاعدة عبر وسائط إعلامية يُعتقد أنها تعمل كأذرع غير رسمية لمعسكر السلطة في بورتسودان.
وفي ظل هذا التصعيد، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يتمسك مناوي بموقفه الجديد الذي يميل إلى الحوار والانفتاح على الخصوم، أم يرضخ للضغوط ويعود إلى الخطاب الصدامي؟
الإجابة، على ما يبدو، مرهونة بما ستفرزه الساعات القادمة من تحولات داخل الكتلة الديمقراطية ومواقف الأطراف الإقليمية والدولية.