Ultimate magazine theme for WordPress.

الدعم السريع ينشئ كلية حربيه بهذا المكان

0

شرعت قوات الدعم السريع، بحسب مصادر ميدانية مطلعة، في إنشاء كلية حربية بمدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، في خطوة تعكس توجهًا لتثبيت وجودها العسكري وتنظيم بنيتها القتالية بعيدًا عن المؤسسة العسكرية الرسمية. وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه مناطق غرب السودان تصاعدًا في حدة المواجهات مع الجيش السوداني، وسط مؤشرات على تحوّل الدعم السريع إلى قوة منظمة ذات قيادة وتدريب مستقلين.

 

وأكدت المصادر أن الميليشيا بدأت استقدام خبراء أجانب متخصصين في تشغيل الطائرات المسيّرة، ضمن برنامج تدريبي يستهدف رفع كفاءة قواتها في مجالات الحرب التقنية وجمع المعلومات الاستخباراتية، ما يشير إلى رغبة واضحة في امتلاك أدوات التفوق الميداني باستخدام التكنولوجيا الحديثة.

 

وبالتوازي مع ذلك، تواصل قوات الدعم السريع تنسيقها مع عدد من الإدارات الأهلية الموالية لها، بهدف تجنيد متطوعين من أبناء القبائل في ولايتي دارفور وكردفان. يتم إخضاع هؤلاء المجندين لبرامج تدريبية مكثفة قبل توزيعهم على مختلف الجبهات، في إطار سعي الميليشيا لتوسيع قاعدتها البشرية عبر الولاءات القبلية المتحالفة معها.

 

وكشفت ذات المصادر أن منهج التدريب الذي تعتمده الكلية الحربية الجديدة قد تم استجلابه من دولة عربية، دون الإفصاح عن اسمها، وهو ما يعزز الشكوك حول وجود دعم أو تنسيق إقليمي في هذا المسار، ويعطي دلالة على الطابع الاحترافي الذي تسعى قوات الدعم السريع لإضفائه على بنيتها العسكرية.

 

الخطوة أثارت مخاوف متصاعدة من أن تؤدي إلى عسكرة إقليم دارفور وتكريسه كمركز قيادة مستقل للدعم السريع، في ظل عمليات تجنيد واسعة واستقطاب قبلي يجري على نطاق واسع. ويخشى مراقبون من أن تكون الكلية الحربية بداية لتأسيس كيان عسكري رديف، منفصل فعليًا عن الجيش السوداني، مما قد يكرس واقعًا انفصاليًا غير معلن ويزيد من حدة الانقسام والتشظي داخل البلاد.

 

وتعالت أصوات سياسية محذرة من أن هذا التطور يهدد بانهيار ما تبقى من مؤسسات الدولة الموحدة، خصوصًا في ظل انعدام أي مساعٍ رسمية لاحتواء الوضع أو إعادة دمج القوات المتنازعة ضمن مظلة وطنية واحدة.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.