في تحرك ميداني واسع لإعادة الحياة إلى طبيعتها بالعاصمة السودانية، كشف د. فتح الرحمن محمد الأمين، المدير العام لوزارة الصحة بولاية الخرطوم، عن إزالة أكثر من 90% من الرفاة المدفونة سطحياً بمختلف محليات الولاية، والتي خلّفتها تداعيات معركة الكرامة.
وأكد الأمين أن وزارة الصحة، بالتنسيق مع هيئة الطب العدلي، وجمعية الهلال الأحمر السوداني، والنظام الصحي بالمحليات، إلى جانب الدفاع المدني، تنفذ خطة ممنهجة ومرهقة تهدف إلى إزالة جميع الجثامين المتبقية، تنفيذاً لتوجيهات حكومة الولاية، تمهيداً لإعلان الخرطوم خالية من الرفاة.
وأضاف أن ما تبقى من الجثث لا يتجاوز حالات محدودة داخل منازل أو محلات تجارية، داعياً المواطنين وأصحاب المحلات إلى الإبلاغ الفوري في حال اكتشاف أي رفات، لضمان استكمال عمليات الدفن الآمن.
وفي سياق متصل، كشفت اللجنة الفنية المختصة بإدارة ملف الرفاة المدفونة سطحياً عن تفاصيل واقعة شهدتها منطقة الأزهري مربع 20، حيث تعرض سائق لودر يعمل ضمن فريق إزالة العوائق، لاعتداء من قبل مجهولين، أثناء تهيئة الموقع لبدء عمليات النبش اليدوي للجثامين.
وأوضحت اللجنة أن عملية النبش جاءت استجابة لبلاغ تلقته هيئة الطب العدلي من المدير التنفيذي لمحلية جبل أولياء، يفيد بوجود قبور سطحية في المنطقة. وبعد التنسيق مع الأهالي واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، باشرت اللجنة مهامها في الثاني من أغسطس الجاري.
ورغم الحادثة، أكدت اللجنة استمرارها في تنفيذ عمليات النبش والنقل والدفن الآمن للرفاة في كافة محليات ولاية الخرطوم، مشددة على أن مثل هذه الأعمال لن تعرقل الجهود الجارية لإعادة العاصمة إلى وضعها الصحي والإنساني الطبيعي