تزايدت المخاوف بشأن سلامة أفراد الشرطة الكينية المشاركين ضمن بعثة الأمم المتحدة في هايتي، وذلك بعد ورود تقارير عن اشتباكات مسلحة عنيفة اندلعت قرب السفارة الأمريكية في العاصمة بورت أو برنس، وسط تصاعد غير مسبوق في أعمال العنف التي تمزق البلاد.
وأصدرت السفارة الأمريكية تحذيرًا أمنيًا عاجلًا، دعت فيه مواطنيها إلى تجنب مناطق بورت أو برنس، تاباري، والمناطق المحيطة بمجمع السفارة، على خلفية إطلاق نار كثيف أدى إلى تعليق كافة تحركات موظفي الحكومة الأمريكية خارج السفارة.
وقالت السفارة في بيان رسمي: “وردت تقارير عن إطلاق نار مكثف في منطقة تاباري، بالقرب من مبنى السفارة، وتم تعليق كل التحركات الخارجية لموظفينا حفاظًا على سلامتهم”.
وأكد شهود عيان من سكان العاصمة وقوع تبادل ناري بين قوات الشرطة والعصابات المسلحة، ما زاد من منسوب القلق بشأن الأمن في محيط البعثات الدبلوماسية، خاصة بعد عدم صدور أي تأكيد بشأن ما إذا كانت الوحدة الكينية من بين الأطراف المتورطة في الحادث حتى لحظة كتابة هذا التقرير.
الاشتباكات الأخيرة جاءت عقب توقيف السيناتور السابق نينيل كاسي، المتهم بالتآمر ضد الدولة وتعاونه مع جماعات إجرامية نافذة في العاصمة. وقد تم اعتقاله في أحد مطاعم بيتيونفيل، المنطقة الراقية ببورت أو برنس، ونشرت الشرطة الهايتية صورًا له وهو مكبل اليدين عبر منصاتها الرسمية.
يذكر أن كينيا تشارك منذ يونيو 2024 في بعثة الدعم الأمني متعددة الجنسيات (MSS)، وقد أرسلت وحدات من قواتها لمساندة جهود استعادة النظام في هايتي، التي تعاني من فراغ أمني ودمار واسع النطاق جراء توسع نفوذ العصابات المسلحة.
ورغم دعم المجتمع الدولي ونشر المزيد من القوات، تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 3000 شخص لقوا حتفهم في أعمال عنف خلال عام 2025 فقط، فيما فاق عدد النازحين حاجز المليون.
وبالنسبة للخسائر في صفوف القوات الكينية، تم تأكيد مقتل ضابطي شرطة في هجوميْن منفصلين خلال شهري فبراير ومارس الماضيين، ما يزيد من حجم التحديات التي تواجه البعثة الدولية في البلاد الغارقة في الفوضى.