كسلا – 19 أغسطس 2025 – شهدت ولاية كسلا أوضاعاً مقلقة بعد أن خرجت مياه نهر القاش عن مجراها الطبيعي، حيث غمرت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وحاصرت منطقة تندلاي شمال الولاية، مما أثار حالة من الذعر بين السكان.
التدفقات الغزيرة لهذا الموسم أدت إلى إغراق مزارع شاسعة وإلحاق خسائر كبيرة بالمحاصيل والبنية التحتية البسيطة التي يعتمد عليها الأهالي، فيما عزلت المياه بعض المناطق بشكل كامل، الأمر الذي يهدد مصادر رزق مئات الأسر التي تعتمد على الزراعة كمورد أساسي.
ويُعد نهر القاش من الأنهار الموسمية سريعة الاندفاع، إذ يتدفق مع هطول الأمطار الغزيرة على المرتفعات الإثيوبية، وهو وإن كان يمثل مصدراً طبيعياً لري الأراضي، إلا أنه يتحول إلى خطر جسيم عندما يفيض بهذه الصورة.
المزيد من المشاركات
وتبذل السلطات المحلية جهوداً عاجلة لفتح ممرات لتصريف المياه وإقامة سدود ترابية مؤقتة للحد من الخسائر، غير أن قوة التدفقات وصعوبة التضاريس جعلت مهمة السيطرة على الوضع بالغة التعقيد.
في المقابل، ناشد سكان تندلاي الحكومة الاتحادية ومنظمات الإغاثة سرعة التدخل بإرسال مساعدات غذائية وإيوائية ودعم فني هندسي لمجابهة تدفق المياه، مؤكدين أن الأوضاع تزداد خطورة مع استمرار ارتفاع مناسيب القاش.
وحذّر خبراء المياه والبيئة من أن تواصل هطول الأمطار في الهضبة الإثيوبية قد يؤدي إلى زيادات إضافية في حجم التدفقات، مما ينذر بتفاقم الأزمة في شمال كسلا وامتداد تأثيرها إلى مناطق مجاورة، ما لم تتم السيطرة على المجرى سريعاً.
