كشف العميد المتقاعد في القوات المسلحة إبراهيم عقيل مادبو عن ما وصفه بـ”مخطط سرّي” تعمل عليه مليشيا الدعم السريع داخل الأحياء الجنوبية للعاصمة الخرطوم، عبر مجموعات نائمة ومتعاونين محليين يسعون لإعادة نشاط المليشيا وزرع الفوضى في المناطق التي استعادها الجيش.
وبحسب تسجيل صوتي متداول، فإن هذه الشبكات تنشط في مناطق مثل دار السلام، مايو، الأزهري، السلمة، والدخينات، حيث تعتمد على واجهات إجرامية ومنظمات غير قانونية لتأمين التمويل والحماية.
وأوضح مادبو أن القبض على بعض المتورطين لم يغير من الواقع كثيراً، إذ سرعان ما أُطلق سراحهم، ما خلق حالة من الخوف لدى المواطنين ومنعهم من الإبلاغ عن المتعاونين.
وأشار إلى أن منطقة الدخينات وحدها تضم أعداداً كبيرة من العناصر المرتبطة بالمليشيا، متورطين في جرائم قتل ونهب واغتصاب، بينما يعيش السكان في حالة صمت إجباري نتيجة التهديدات المباشرة للشهود.
وطالب مادبو بضرورة تبني خطة أمنية صارمة تشمل إنشاء نيابات ومحاكم خاصة للتعامل مع ما وصفه بـ”الطابور الخامس”، إلى جانب تفعيل قانون حماية الشهود وضمان سرية المحاكمات، مع محاسبات فورية ورادعة لمنع تمدد هذه الشبكات.
وأكد أن حادثة اغتيال وكيل نيابة الأبيض على يد عناصر مرتبطة بالمليشيا دليل على أن نفوذها يتجاوز نطاق سيطرتها المباشرة، ويهدف إلى بث الرعب داخل الأجهزة العدلية والأمنية.
كما حذّر من محاولات نقل سيناريو الفوضى إلى الخرطوم وبقية المدن، عبر خلايا تستهدف ضباط الجيش والشرطة لإضعاف الاستقرار وفتح الباب أمام عودة العصابات المسلحة والتنظيمات الإجرامية إلى الواجهة.