Ultimate magazine theme for WordPress.

رشان أوشي.. “مقص الرقيب” يعيد للصحافة السودانية هيبتها

0

رشان أوشي.. “مقص الرقيب” يعيد للصحافة السودانية هيبتها

مقالات – أمواج نيوز

في مشهد يندر أن يتكرر في الساحة الإعلامية السودانية، خرجت الدكتورة مريم الهندي، رئيسة تجمع المهنيين الوطنيين، لتسجل شهادة لافتة في حق الكاتبة الصحفية رشان أوشي، التي وصفتها بأنها واحدة من أبرز الأقلام الجريئة القادرة على مقارعة الحقائق وطرحها أمام الرأي العام بلا مواربة. وقالت الهندي إن أوشي باتت بمثابة “مقص الرقيب” الذي يلاحق أوجه الخلل في العمل التنفيذي والسياسي، ويعيد للصحافة دورها الحقيقي كسلطة رابعة تراقب وتحاسب وتفتح الأعين على ما يحاول البعض إخفاءه.

 

 

 

الهندي أوضحت أن ما يميز أوشي ليس مجرد القدرة على الكتابة النقدية، بل امتلاكها لمهارة الوصول إلى المعلومات الدقيقة وتحليلها بلغة مهنية متوازنة، تمنح كل طرف حقه، وفي ذات الوقت لا تتردد في توجيه النقد الإصلاحي حتى للجهات التي تحظى باحترامها أو تربطها بها علاقات تقدير. هذا المنهج، بحسب الهندي، يجعل كتاباتها مختلفة ومؤثرة ويمنحها مصداقية واسعة بين القراء والنخب على حد سواء.

 

 

وأشارت إلى أن الصحافة السودانية ظلت تعاني لسنوات طويلة من ضغوط متشابكة، بعضها سياسي وبعضها اقتصادي، انعكس سلباً على مساحتها في طرح القضايا الجوهرية بلا خوف أو مجاملة، غير أن أصواتاً محدودة مثل رشان أوشي نجحت في كسر هذا الطوق، وأعادت للأذهان الدور التاريخي للصحافة كمنبر حر يتبنى هموم الشارع ويعكس تطلعاته.

 

 

الهندي وصفت أوشي بأنها نموذج نادر في المشهد الإعلامي، إذ جمعت بين الجرأة والموضوعية، وبين النقد البناء والدعوة للإصلاح، في وقت يحتاج فيه السودان إلى أقلام قادرة على ممارسة هذا الدور الحيوي وسط متغيرات سياسية وأمنية متسارعة تهدد حاضر البلاد ومستقبلها.

 

 

ويرى مراقبون أن الإشادة التي قدمتها مريم الهندي قد تشكل نقطة تحول في النقاش العام حول دور الصحافة، إذ تعكس قناعة متزايدة بأن الإعلام الجاد يمكن أن يكون أداة أساسية في حماية المجتمع من الانزلاق نحو مزيد من الأزمات، عبر كشف الحقائق وتوجيه الضوء نحو مكامن الخلل. كما أن هذه الشهادة تفتح الباب أمام تقدير أوسع لدور الصحفيات السودانيات، اللواتي يواجهن تحديات إضافية في بيئة إعلامية شديدة التعقيد.

 

 

 

في ظل هذا المشهد، تبدو رشان أوشي وكأنها تسير على خطى “مقص الرقيب” الذي لا يرحم، لكنه في الوقت نفسه لا يقطع إلا ما يستحق القطع، في إشارة إلى شجاعتها في مساءلة السلطة التنفيذية وتذكيرها بوظيفتها الأساسية تجاه الشعب. وبينما يستمر الجدل حول حدود الحرية الصحفية ومسؤولية الكلمة، تبقى أوشي مثالاً لقلم اختار أن يكون في صف الحقيقة، مهما كلفه ذلك من ضغوط أو مضايقات.

 

 

 

ويجمع كثيرون على أن مستقبل الصحافة السودانية يحتاج إلى المزيد من الأصوات التي تحمل ذات الروح، لتتحول الكتابة من مجرد وصف للأحداث إلى فعل تغييري يترك أثراً حقيقياً في المجتمع، وهو ما يجعل من تجربة رشان أوشي محطة مهمة في تاريخ المهنة، ورسالة واضحة بأن “مقص الرقيب” قد يعود هذه المرة ليعمل لمصلحة الناس، لا ضدهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.