أسامة عبد الماجد يكتب.. الهدنة الغامضة من يمسك بخيوط اللعبة في السودان؟
متابعات – أمواج نيوز – كما كان متوقعاً، وافقت مليشيا “أولاد دقلو” على الهدنة المقترحة، وهو ما يفتح الباب واسعاً أمام تساؤلات حاسمة حول موقف الحكومة وخياراتها المقبلة. الكاتب أسامة عبد الماجد يرى أن الخطوة لم تكن مفاجئة، بل نتيجة لضغوط دولية وإقليمية متزايدة، وأن على الحكومة التعامل مع الموقف بحذر واستراتيجية متوازنة.
لماذا قبلت المليشيا الهدنة؟
يشير عبد الماجد إلى سبعة أسباب رئيسية وراء قبول المليشيا للهدنة، أبرزها:
الضغط الدولي الذي أجبرها على التراجع لتفادي مزيد من العزلة بعد الجرائم الموثقة في الفاشر وبارا.
الوساطات الدولية الساعية لإنقاذ المسار السياسي المتعثر.
استراحة تكتيكية لإعادة التنظيم وتأمين الإمدادات العسكرية.
السعي للشرعية الشكلية بعد موجة الغضب الشعبي في كردفان بسبب اغتيالات لقيادات أهلية بارزة.
ضعف الموقف الميداني وتراجعها أمام الهجمات المكثفة للجيش.
الخلافات الداخلية التي تهدد تماسكها.
محاولة إحراج القوات المسلحة عبر إظهار نفسها كطرف “محب للسلام”.
خيارات الحكومة بين الصرامة والمرونة
يرى الكاتب أن أمام الحكومة أربعة ترتيبات ضرورية قبل اتخاذ أي قرار نهائي:
1. الاستعداد السياسي والعسكري لمواجهة أي تحركات معادية دون التورط في مفاوضات عقيمة.
2. الحفاظ على التماسك الداخلي داخل المؤسسة العسكرية، مع اتخاذ القرار بشكل جماعي لا فردي.
3. تكثيف التواصل الدولي لشرح الموقف الحقيقي للحكومة وإبراز جرائم المليشيا.
4. ضبط الحلفاء في الداخل ممن يربكون المشهد بخطابات شخصية أو سطحية.
السيناريوهات المحتملة
رفض الهدنة بالكامل قد يبدو موقفاً مبدئياً، لكنه يحمل خطر التصعيد الدولي والدعوات للتدخل الخارجي.
قبولها دون شروط يمنح المليشيا فرصة لإعادة ترتيب صفوفها، ما يهدد الميدان.
قبولها بشروط محددة، وهو الخيار الأرجح، يتطلب إلزام المليشيا بالانسحاب من المدن المحتلة ووقف الانتهاكات ضد المدنيين.
وفي الختام، يؤكد عبد الماجد أن القرار النهائي بشأن الهدنة يجب أن يكون بيد المؤسسة العسكرية وحدها، بعد تقييم الموقف بدقة، لأن أي تسرع قد يفتح الباب أمام تدخلات خارجية جديدة ويهدد ما تحقق من مكاسب عسكرية وسياسية.