رشان أوشي تكتب: ترامب والسودان… لعبة النفوذ وإدارة الفوضى
متابعات – أمواج نيوز – في خضم التطورات المتسارعة في السودان، يثير نهج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اهتمام المراقبين الدوليين. يوضح خبراء أن تعامل ترامب مع الأزمة السودانية لا يقوم على البحث عن تسوية وطنية، بل يُنظر إليه كساحة اختبار لموازين القوى بين واشنطن والخليج.
حسب مراقبين، يرى ترامب السودان كمنصة استراتيجية يمكن من خلالها استثمار النفوذ المالي والسياسي للحلفاء الخليجيين، خصوصًا الرياض وأبوظبي، معتمدًا على أسلوب إدارة الفوضى كأداة ضغط ومساومة.
وتشير مؤشرات السياسة الخليجية إلى أن السودان يمثل مزيجًا من الفرص والتهديدات. فالمملكة السعودية تعتبره ميدانًا أمنيًا واستثماريًا في الوقت ذاته، بينما تسعى الإمارات لتعزيز نفوذها عبر الموارد والموانئ والشبكات المقاتلة في المنطقة.
ومع ذلك، لا تتطابق حسابات واشنطن مع الواقع السوداني على الأرض. الشعب السوداني يظهر إرادة قوية في مقاومة أي تدخل خارجي يسعى لتشكيل مستقبل البلاد وفق مصالح خارجية. هذا التحدي الشعبي يقلص قدرة أي أطراف خارجية على فرض أجندتها، مهما كانت حساباتها الإستراتيجية.
يبدو أن ترامب يعتمد على استمرار الفوضى كوسيلة للضغط، إلا أن التاريخ يثبت أن الشعوب التي اختبرت الحروب قادرة على فرض معادلاتها الخاصة، وقد تأتي اللحظة التي تتجاوز فيها الإرادة المحلية أي خطة خارجية.