رشان أوشي تكتب: الزبائنية تهدد السودان
متابعات – أمواج نيوز – في السودان اليوم، الفساد لم يعد مجرد سلوك فردي، بل تحول إلى بنية اجتماعية متغلغلة تؤثر على المجتمع بأكمله.
مع استمرار انهيار قيم العدالة وتراجع المسؤولية، يواجه المواطنون دولة تتآكل من الداخل بصمت، في ظل صراعات غير مرئية تهدد الرابط الوطني والمصلحة العامة.
تحت غطاء الحرب، تعمل مجموعات نافذة على تفكيك مؤسسات الدولة بهدوء، مستغلة الولاءات الشخصية لإعادة توزيع المال العام والمناصب الحساسة.
هذه الظاهرة، المعروفة بالزبائنية، تعيد تشكيل الجهاز الإداري بعيدًا عن القانون والكفاءة، لصالح شبكات مصالح ضيقة.
بورتسودان تمثل نموذجًا واضحًا لتفشي هذه الظاهرة، حيث تُصرف ملايين الدولارات على مشاريع حكومية دون عطاءات رسمية أو معايير قانونية، وتُدار المؤسسات وفق مصالح خاصة تحكم القرارات المالية والإدارية.
إلى جانب الفساد المالي، يشهد الجهاز الإداري عملية إحلال وإبدال ناعمة، تشمل الإقالات والتعيينات وفق الولاء لا الكفاءة، وهو تحول من نظام الخدمة المدنية إلى إدارة تقوم على الزبائنية والشبكات.
الخطر الأكبر لا يكمن في الحرب المسلحة وحدها، بل في تآكل الدولة من الداخل، حيث تُخطف مؤسساتها وتُعاد هندستها لخدمة قلة على حساب الوطن بأسره.
مواجهة هذا الانحدار تتطلب وعيًا جماعيًا وإصلاحًا مؤسسيًا عاجلًا للحفاظ على الدولة وقيمها الوطنية.