وزير سوداني يفتح ملف مآلات ثورة ديسمبر
كتب وزير الثقافة والإعلام والسياحة خالد الإعيسر قراءة سياسية وفكرية حول ثورة ديسمبر، متوقفًا عند بداياتها ومساراتها وما آلت إليه من نتائج وصفها بالمأساوية، في ظل واقع معقد تعيشه البلاد اليوم.
وأشار الإعيسر إلى أن الجدل حول تاريخ انطلاق الثورة ومكانها لا يقلل من حقيقة أن الشعب السوداني بكامل أطيافه كان الفاعل الأساسي في إشعالها واستمرارها حتى إسقاط النظام، مؤكدًا أن محاولات نسب الثورة إلى جهات أو مناطق بعينها تفتقر للدقة التاريخية.
وأوضح أن الانطلاقة الأولى للاحتجاجات تعود إلى العاشر من ديسمبر 2018 في موقف الشنقيطي بسوق أم درمان، حيث خرجت تظاهرة محدودة قمعتها الشرطة، وهو ما تثبته المواد المنشورة والمؤرشفة عبر محركات البحث.
المزيد من المشاركات
واعتبر أن الخلاف حول البدايات ليس جوهر الأزمة، بل تكمن الخطورة في المآلات التي وصلت إليها الثورة، بعدما ضاعت فرص التحول الحقيقي وبناء دولة مستقرة تلبي تطلعات الشعب، لتنتهي الأوضاع بصراعات وحرب مدمرة.
وأكد الإعيسر أن ثورة ديسمبر تحمل الكثير من الأسرار التي لم يُكشف عنها بعد، لافتًا إلى أنها تعرضت للاختطاف من قبل فئة محدودة لا تمتلك سندًا جماهيريًا، وكانت – بحسب وصفه – سببًا مباشرًا في فشل التجربة وإشعال النزاع.
وأضاف أن المفارقة المؤلمة تتمثل في أن من تم استعداؤهم خلال الفترة الماضية أصبحوا اليوم في صدارة الجهود الرامية لإيقاف الحرب وإنقاذ ما تبقى من الدولة، في ظل ظروف بالغة التعقيد.
ودعا الإعيسر الشعب السوداني إلى استخلاص الدروس، وعدم تسليم مصيره مجددًا لقوى وصفها بأنها تعمل وفق أجندات خارجية ولا تعبّر عن مصالح المواطنين أو أمنهم واستقرارهم.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن السودان ملك لشعبه، وأن مستقبله لا يُصنع إلا بإرادة أبنائه ووعيهم وحفاظهم على تضحياتهم الوطنية.
