رشان أوشي تكتب: البرهان من ضجيج الثورة إلى تحديات الدولة
متابعات – أمواج نيوز – يمر السودان في مرحلة دقيقة، حيث تتشابك آثار الثورة مع تحديات بناء الدولة، ويظل السؤال حول دور الرئيس عبد الفتاح البرهان محوريًا: هل هو قائد انتقالي يتعامل مع اللحظة، أم يسعى لتأسيس دولة مستقرة بعد العاصفة؟
النظام الحالي يُعد امتدادًا طبيعيًا لثورة ديسمبر، رغم تعثر أدواته التنفيذية واختلال لغته السياسية. فالانحياز التاريخي للجيش للثورة لم يكن تكتيكيًا فحسب، بل شكل تحالفًا بين الشارع والمؤسسة العسكرية، يربط بين الحاجة الوطنية والمستقبل السياسي.
تظاهرات الشباب لا تمثل تهديدًا للدولة، بل هي مؤشر صحي على ديناميكية ديمقراطية ناشئة. المهم أن لا تتحول الدولة إلى جهاز قمعي، فتتولد قطيعة بين السلطة والشعب، وهو ما يهدد استقرار السودان في هذه المرحلة الحساسة.
تتعدد الأقطاب داخل قمة الدولة، لكن هذا لا يخلق توازنًا، بل يولّد صراعات داخلية ويزيد الاستقطاب، ما يجعل اتخاذ القرارات الصعبة والشجاعة أمرًا حتميًا لإعادة هيكلة الدولة وإنتاج قرار سيادي متماسك.
على المستوى التنفيذي، فشل “حكومة الأمل” في إحداث تغيير ملموس في حياة المواطن، سواء في الخدمات أو الإدارة. في المقابل، برز الفريق التنفيذي بقيادة إبراهيم جابر، الذي أشرف على إعادة تأسيس القطاع الاقتصادي في ظروف صعبة، واستطاع إعادة نحو 60% من الخدمات الأساسية للعاصمة، ما أعاد الحد الأدنى من الثقة في فكرة الدولة.
القدرة على إدارة الانتقال من الثورة إلى الدولة تتطلب صراحة مع الذات الوطنية، واتخاذ خطوات عملية لتقوية مؤسسات الدولة، دون القطيعة مع الشارع أو الانصياع لمجاملة التوازنات الداخلية. النجاح هنا يُقاس بالنتائج الملموسة وليس بالنوايا.