حلايب وشلاتين :قنبلة موقوتة في وجه العلاقات السودانية المصرية
تقرير _ شذى الصويم
ظلت مشكلة حلايب وشلاتين شوكة في خاصرة الوطن منذ عقود، وبرغم التصريحات الرسمية حول مثلث حلايب إلا أن الخطوات لاسترداد تلك الأراضي المحتلة لم تتقدم خطوة واحدة .
وعلى ايام النظام البائد كان مفهوما أن مثلث حلايب هو صفقة مقايضة بملف محاولة اغتيال الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك، ومنعا لعدم تصعيد الحادثة على مستوي مجلس الامن فالمطلوب الرضوخ للاحتلال المصري .
بعد الثورة لم يطرأ جديد .. وهاهي الحرب تفتح الملف مرة أخرى، بنوع جديد من المقايضة يضمن اعتراف السودان بالأمر الواقع وبسيادة مصر علي تلك المنطقة مقابل الدعم السياسي وربما العسكري للحكومة السودانية.وقضية حلايب نفسها تفتح الباب للمزيد من التصعيد في شرق السودان، فالمنطقة المحتلة تشمل قبائل سودانية قسمها الامر الواقع، وهي منطقة تزخر بالثروات، وساحل غني بالموارد الطبيعية .
وبالتالي فلا أحد بمقدوره الصمت علي ملف حلايب أو القبول بالأمر الواقع .. فهي جزء لا يتجزأ من التراب السوداني
عدم تفريط :
من جهتها شددت لجنة مقاومة امتداد شمبات الأراضي بالخرطوم بحري على عدم التفريط في مثلث حلايب وشلاتين وقالت إن الشعب السوداني لن يسمح بالتنازل للمنطقة لصالح دولة مصر.
وذكرت لجنة مقاومة امتداد شمبات الأراضي بالخرطوم بحري، في بيان لها أن سودانية حلايب وشلاتين يعلمها القاصي والداني، ولا تفريط فيهما، والأرض حتمًا ستعود إلى أصحابها في النهاية.
رد فعل :
وجاء بيان لجنة مقاومة امتداد شمبات الأراضي، ردًا على تقارير نشرتها وسائل إعلام مصرية حول موافقة مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان على السيادة المصرية لمثلث حلايب وشلاتين شمال شرق السودان، ضمن عملية ترسيم الحدود بين السودان ومصر.وتابع بيان لجنة مقاومة امتداد شمبات الأراضي قائلًا: “من ظن أننا سنفرط في ذرة تراب من أرض السودان دعك عن شبر فقط مجرد ذرة تراب فهو واهم حد الوهم”، بحسب ما ورد. وشدد البيان على أن التغيير سيمتد إلى حرق سياسات الخنوع والذل والخوف حتى يسترد السودان كافة حقوقه واحدة تلو الأخرى وفق تعبير البيان.
هجوم :
فيما شنت لجنة مقاومة الثورة الحارة الثامنة في أمدرمان هجومًا على ما أسمته اتخاذ القرارات المصيرية دون لها امس إن الشعب السوداني يقتل بالجوع والحصار في الفاشر وكادوقلي والدلنج، وفي لحظات تاريخية مفصلية يُسطر الجيش بسالة في دحر الدعم السريع بمدينة الفاشر.
وتابع البيان: “في ظل هذه الأوضاع تابعنا ببالغ الغضب ما يحاك حول اعتراف مجلس السيادة السوداني برئاسة قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بترسيم الحدود البحرية السودانية المصرية، والتي تضم أراض سودانية منذ الأزل الطويل، والتي تم احتلالها بواسطة مصر وهي مناطق حلايب وشلاتين وأبو رماد”.وعبر البيان عن شعور لجنة مقاومة الثورة الحارة الثامنة في أم درمان بخيبة الأمل والخذلان، جراء تنازل الأنظمة السودانية للمناطق لصالح مصر منذ تنازل نظام الفريق إبراهيم عبود لمدينة حلفا القديمة إلى حلايب وشلاتين في عهد نظام الرئيس المعزول البشير، وإلى الاعتراف بالسيادة المصرية عليها في عهد عبد الفتاح البرهان بحسب تعبير البيان.
وشددت لجان مقاومة الثورة الحارة الثامنة في أم درمان على أنها موقفها ثابت مع الشعب السوداني في القرى والحضر وفي المصانع والمزارع ضد قوات الدعم السريع وضد القرارات الجائرة. واضاف البيان: “تنتشر خطابات الكراهية والتخوين وتباع الأراضي السودانية بترابها تحت غطاء الكرامة والسيادة الوطنية”.
رصيد استراتيجي :
وفى ذات السياق قال المتحدث الرسمي بأسم لجان مقاومة جنوب الحزام فضيل عمر تؤمن لجان مقاومة جنوب الحزام بأن علاقات السودان مع دول الجوار تمثل رصيدًا استراتيجيًا لا غنى عنه، مؤكدا فى حديثه ل( أمواج نيوز ) على أن التعاون القائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة هو الضمانة الحقيقية لأمن واستقرار الإقليم. غير أن هذا التعاون يجب أن يُبنى على أسس عادلة تحفظ لكل طرف حقوقه كاملة، وألا يأتي على حساب وحدة التراب السوداني أو انتقاص سيادته. وتابع ان قضية مثلث حلايب وشلاتين ليست مجرد ملف حدودي، بل هي جزء أصيل من التاريخ السوداني ومسألة سيادية من الدرجة الأولى. ولا يمكن النظر إليها بمعزل عن الظروف التاريخية التي ألقت بظلالها على مسارها، حين وقعت محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995، والتي أظهرت تقارير دولية آنذاك أن عناصر نافذة في السلطة السودانية حينها وفرت دعماً لوجستيًا للمجموعة المنفذة. وقد ترتب على ذلك ضغوط سياسية وعقوبات دولية على السودان، ووجد النظام الحاكم حينها نفسه في موقع ضعف بالغ، ما فتح الباب أمام ترتيبات سياسية ألقت بظلالها على ملف السيادة في تلك المنطقة.
وزاد اليوم، وبعد أن تجاوز السودان تلك المرحلة التاريخية، فإن أي خطوة تتعلق بالاعتراف بسيادة غير سودانية على حلايب وشلاتين ينبغي أن تُدرس بعناية فائقة، وأن تراعي المصلحة الوطنية العليا، بعيدًا عن الإرث السياسي الذي ارتبط بقرارات ظرفية اتخذت تحت ضغوط وأحداث استثنائية. إن الاحتكام إلى الحوار السلمي والآليات القانونية المعترف بها إقليميًا ودوليًا، هو الطريق الأمثل للوصول إلى حل عادل يضمن حقوق السودان ويحافظ على أواصر الأخوة بين الشعبين. وقال ان الحفاظ على وحدة أراضي السودان هو واجب وطني وأمانة في أعناق الجميع، وأي قرار في هذا الشأن يجب أن يعكس إرادة وطنية جامعة، لا أن يكون امتدادًا لظروف استثنائية مضت وانقضت
وقال عضو لجان تنسيقية الخرطوم شرق عبد المنعم القاش يتعلق التنازل عن مثلث حلايب في مايبدو بالمحادثات الجارية بين السعودية والسودان لترسيم الحدود البحرية بحيث يتم الأمر دون أن تكون مصر في مشهد الترسيم المتاخم للمثلث واشار فى حديثه ل( أمواج نيوز ) مثل هذا التنازل يحصر الترسيم بين السعودية والسودان فقط فإذا اراد السودان ترسيم حدوده مع السعودية والاستفادة من توزيع الجرف القاري والموارد الطبيعية والسيطرة على جزء مقدر من ممرات الملاحة في البحر الأحمر وهو( امر يبدو مهماً نظراً لما يمر به السودان الآن)فعليه أن يتنازل اولاً عن حلايب والارجح أن هذا ما اضطر المجلس السيادي للتنازل عنها بعد طول نزاع بدا في ١٩٠٣ ومثل ضغطاً سياسياً كبيرا على البلدين خاصة السودان الذي عانى ولا زال من عزلة وعقوبات حصار اقتصادي ولفترة طويلة. التنازل جاء على شكل امر للمفوضية الوطنية للحدود بإخراج المثلث من خرائط الحدود السودانية ليتمكن السودان من استخدام خرائط خالية من مناطق نزاع (مع دولة ثالثة) واستكمال الترسيم مع السعودية الذي يتوقع السودان الحصول منه على مواقع بحرية حيوية وذات موارد سريعه على طريق الشحن في البحر الأحمر هو أحوج ما يكون لها للصرف على الحرب الاهلية المستعرة في البلاد. ولفت الى أن القرار ينهي نزاعا استمر عقودا لكنه يأتي من حكومة عسكرية تخوض حرباً أهلية وهو قرار بلا سند من مجلس تشريعي وطني ليكون قرار إجماع وطني لا عودة فيه مما يزرع الشك في إمكانية عودة الخلاف للظهور مجدداً في المستقبل خاصة إذا لم يحدث ما يرجوه المجلس السيادي من إعادة رسم العلاقات المصرية السودانية التي تتأرجح منذ العام ١٩٩٥ .ونوه إلى ان العلاقة السودانية المصرية علاقة عضوية وذات خصوصية شديدة وحساسية كبيرة والشعبان شقيقان ويتقاسمان الكثير المثير ومعظم اراضي هذا الوادي الكبير ونصف القوى المدنية السياسية السودانية من المنادين بتكامل شعبي وادي النيل وكل هذه أمور يجب مراعتها واخذها في الإعتبار قبل النظر لمن اخذ ماذا وترك ماذا .
خط أحمر:
من جانبه قال مصدر مطلع بشرق السودان حلايب بالنسبة لاهل الشرق خط أحمر وأضاف فى حديثه ل( أمواج نيوز ) فى حال تقاعست الحكومة أو حاولت عمل صفقة سياسية ، الشباب لوحدهم يستطيعون ارجاع حلايب وشلاتين و،هدد وزراء بعد ظهورهم فى مناطقهم وقطع بعدم صمت اهل الشرق علي اراضيهم المحتلة وتابع انتهى عهد المراوغة
ايداع شكوى:
واحتلت مصر مثلث حلايب وشلاتين في تسعينيات القرن الماضي في عهد نظام الرئيس المعزول عمر البشير، ورفضت إخلاء الوجود العسكري، ولجأ السودان خلال السنوات الأخيرة إلى إيداع شكوى تجدد سنويًا لدى الأمم المتحدة حول مثلث وشلاتين الذي تحتله مصر.
وكان قد أدلى المدير السابق للمفوضية السودانية لترسيم الحدود معاذ تنقو بمعلومات أكثر جرأة، وقال إن الجدال ليس في سودانية مثلث حلايب وشلاتين بل في مناطق أخرى ضمتها مصر إلى حدودها
اعفاء دون مبررات :
. وأعفت الحكومة خلال العامين الماضيين معاذ تنقو من منصبه دون إبداء الأسباب الواضحة لهذه الخطوة.