الانفصال في السودان: 3 سيناريوهات لمستقبل الدولة وأخطرها التقسيم
السودان على مفترق طرق: هل الانفصال هو الحل لأزمة العنف المستمر؟"

متابعات _ امواج نيوز _ منى عبد الفتاح أصبحت فكرة تقسيم السودان محور نقاش علني في الأوساط السياسية والعسكرية، حيث يرى البعض في الانفصال حلاً لحماية مصالحهم السياسية والعسكرية في ظل العنف المستمر الذي يعصف بالبلاد. يواجه السودان تحديات كبيرة في ظل التدمير الاجتماعي والاقتصادي الناتج عن الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، مما يعرقل جهود التعافي ويزيد من تعقيد الوضع السياسي.
تستمر الحرب في تحويل السودان إلى دولة مفككة، مع ظهور كيانات قبلية وجهوية تسعى إلى إدارة أجزاء من البلاد بشكل منفصل عن الحكومة المركزية. بينما يزداد الانقسام بين أطراف النزاع، تظهر مراكز قوى محلية تتحكم في الأمن والموارد، ما يهدد وحدة السودان.
رغم تأكيد الجيش وقوات “الدعم السريع” على التزامهما بوحدة السودان، إلا أن الخلافات السياسية والأيديولوجية بينهما تزيد من تعميق الانقسام الداخلي. وتحولت المواجهة إلى صراع بين المركز التاريخي في الخرطوم والأطراف الهامشية التي تطالب بنظام أكثر شمولاً. في هذا السياق، أصبح مستقبل السودان على المحك، مع تصاعد النقاش حول خيار تقسيم البلاد.
وقد أدى تدمير البنية الاجتماعية جراء الحرب إلى تصاعد التوترات القبلية والإثنية، ما يساهم في تفشي الانقسامات. كما أن التدفق المكثف للأسلحة ساهم في عسكرة الصراع، مما يزيد من تعقيد الوضع ويؤسس لواقع اجتماعي مهدد بالتمزق. في ظل هذه الظروف، بدأ البعض يطرح الانفصال كحل لأزمة العنف، خصوصاً في المناطق التي شهدت تطوراً في السيطرة العسكرية من قبل القوات المختلفة.
أما على الصعيد العسكري، فقد شهد السودان تطورات ميدانية كبيرة، حيث نجح الجيش في استعادة العديد من المدن والمناطق من قوات “الدعم السريع”، مثل مدينة ود مدني في يناير 2025، ما شكل تحولاً في موازين القوة. ومع ذلك، فإن الصراع لا يزال مستمراً في العديد من المناطق، خاصة في دارفور، حيث تتنافس القوى المحلية والإقليمية على السلطة والنفوذ.
مستقبل السودان لا يزال غامضاً، إذ تظل الخيارات السياسية والأمنية مفتوحة، مع تزايد المخاوف من تفكك البلاد إلى كيانات متنازعة أو بناء دولة فيدرالية قد تكون الحل الأنسب لتجاوز الأزمة. ولكن في ظل استمرار النزاع، يبقى السيناريو الأقرب هو تفكك الدولة إلى مراكز قوى متفرقة، مما يعمق من مأساة السودان.
لمتابعتنا في واتساب اضغط علي الرابط هـــــــنا