يا خبر…طائرة إماراتية تهبط في بورتسودان تفاصيل مثيرة
طائرة إماراتية تهبط في بورتسودان وسط دعوى ضد أبوظبي: هل هي مساعدات إنسانية أم أوراق ضغط سياسية

متابعات _ امواج نيوز _ في مشهد يعكس تناقضات الساحة السياسية السودانية، هبطت طائرة شحن إماراتية ضخمة في مطار بورتسودان محملة بمساعدات طبية، تزامنًا مع تصعيد قانوني ضد أبوظبي من قبل حكومة بورتسودان أمام محكمة العدل الدولية، ما أثار موجة من التساؤلات حول طبيعة العلاقة الحقيقية بين الطرفين.
مقال يكشف ملامح اللعبة السياسية
القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي، محمد ضياء الدين، تناول هذه المستجدات في مقال بعنوان “المواجهة القانونية مع الإمارات وأصابع الاتهام”، معتبرًا أن الحكومة السودانية تحاول نقل المعركة من الميدان إلى أروقة القانون الدولي، في محاولة لإحراج الإمارات دوليًا ورفع كلفة دعمها المزعوم لقوات الدعم السريع، المتهمة بارتكاب انتهاكات في دارفور.
بين القضاء والسياسة: دعوى محفوفة بالتعقيد
المقال سلّط الضوء على هشاشة الدعوى المقدمة لمحكمة العدل الدولية، مشيرًا إلى أن مسارها قد يمتد لسنوات، مع احتمالات كبيرة لتعطيله داخل مجلس الأمن بسبب “الفيتو”. كما أن تحفظات الإمارات على بعض بنود اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948 تزيد من تعقيد الإجراءات.
ازدواجية في التعاطي مع العدالة الدولية
أشار ضياء الدين إلى تناقض صارخ في موقف حكومة بورتسودان، التي ترفض تنفيذ مذكرات المحكمة الجنائية الدولية بحق مطلوبين سودانيين، بينما تلجأ إلى محكمة العدل الدولية لمحاكمة خصومها السياسيين، مما يضعف من صدقيتها القانونية ويكشف توظيف العدالة الدولية كأداة سياسية.
مساعدات في مرمى الشكوك
استقبال طائرة إماراتية محملة بمساعدات طبية، في وقت تتهم فيه الحكومة الإمارات بدعم مليشيات ترتكب فظائع ضد المدنيين، فجّر تساؤلات جدية: هل ما يحدث تعاون إنساني بريء، أم تغطية لتحالفات خلف الكواليس؟ وهل الدعوى مجرد ورقة ضغط لا أكثر؟
محاولة لشرعنة الحكومة أم لإنهاء الحرب؟
ضياء الدين رجّح أن الهدف الفعلي من الدعوى ليس وقف الحرب، بل كسب شرعية دولية لحكومة بورتسودان وسط تنافس إقليمي محتدم. فالمحكمة، بحسبه، تحولت إلى ساحة جديدة لصراع النفوذ، تتداخل فيها ملفات الإبادة والتسليح والمساعدات.
بين المساعدات والميثاق السياسي
الطائرة الإماراتية لم تكن مجرد طائرة. كانت اختبارًا لمصداقية الحكومة السودانية، ولتوازنها بين المواقف القانونية والواقعية. فهل تستطيع بورتسودان فعلاً محاسبة من تستقبل مساعداته؟ أم أن المشهد أكثر تعقيدًا مما يظهر في البيانات الرسمية؟
صراع مفتوح على جبهات القانون والدبلوماسية
في النهاية، يتضح أن الدعوى ضد الإمارات ليست سوى فصل جديد في صراع مفتوح بين الداخل والخارج، بين القانون والسياسة، بين المبادئ والمصالح. مشهد يزداد غموضًا كلما اقتربت الطائرات من المدارج، وابتعدت العدالة عن ساحات الحرب.