أدار معارك صامتة .. من هو كبرون كيان وزير الدفاع الجديد
في ظل تصاعد المواجهات واتساع رقعة الحرب في السودان، اختار رئيس الوزراء كامل إدريس أن يُسند وزارة الدفاع إلى أحد رموز الصمود العسكري، الفريق حسن داؤود كبرون كيان، في خطوة تعكس رهانه على الكفاءة القتالية والخبرة الميدانية بدلاً من التوازنات السياسية.
ينتمي كبرون إلى منطقة الدلنج بولاية جنوب كردفان، حيث وُلد في العام 1962، وبرز في صفوف القوات المسلحة كضابط محاسب قبل أن يصعد به التدرج المهني إلى مواقع عليا، من بينها مدير الإدارة المالية للجيش السوداني، وهو منصب تقني بامتياز، لكنه جمع فيه بين الدقة المحاسبية والمعرفة الميدانية بأسرار المنظومة العسكرية.
في عام 2021، منحه الفريق أول عبد الفتاح البرهان ثقة خاصة بتكليفه برئاسة لجنة مراجعة أعمال شركة “زادنا” الزراعية، التابعة للجيش، قبل أن تتم ترقيته في مايو 2022 إلى رتبة فريق، في ما بدا حينها خطوة تمهيدية لمهام أكبر.
غير أن ما أعاد اسم كبرون إلى الواجهة بقوة كان دوره في الحرب التي اندلعت في 15 أبريل 2023، إذ وجد نفسه داخل القيادة العامة للجيش مع الساعات الأولى للاشتباكات، وظل صامدًا داخل محيطها أكثر من عام. لم يكن مجرد إداري أو ضابط رفيع، بل تحول إلى رمز معنوي للثبات، وظهر في تسجيلات مصوّرة يخاطب الجنود بروح قتالية، مرددًا عبارته التي أصبحت مقولة شهيرة:
“إما أن نحمل علم السودان عاليًا.. أو نحمل على الأكتاف.”
يُنسب إلى الفريق كبرون، رفقة ضباط آخرين، الفضل في منع سقوط القيادة العامة في يد قوات الدعم السريع، وهو ما منحه مكانة معنوية خاصة داخل المؤسسة العسكرية، وأكسبه احترامًا واسعًا لدى مؤيدي القوات النظامية.
تعيينه في هذا التوقيت لا يُقرأ كمجرد إجراء إداري، بل يحمل دلالات سياسية وأمنية واضحة، إذ يرى مراقبون أن الخطوة تعكس توجه الجيش نحو تثبيت الخيار العسكري، وإعادة تفعيل وزارة الدفاع كفاعل رئيسي، بعدما غابت لفترة لصالح هياكل تنفيذية أخرى كالقيادة العامة ورئاسة الأركان.
وبينما لا تزال الأزمة السودانية مفتوحة على احتمالات معقدة، تأتي تسمية كبرون في ظرف مشحون بالصراعات، في وقت يبحث فيه كامل إدريس عن توازن بين حكومة تكنوقراطية، وواقع أمني يتطلب قيادات ميدانية تُتقن لغة البندقية والسياسة معًا.
