شدد أصحاب مخابز بالخرطوم على أنه لا خيار لديهم للاستمرار إلا بزيادة أسعار الخبز نتيجة لارتفاع الدقيق ومدخلات الإنتاج الأخرى بجانب الارتفاع الكبير في تكلفة الترحيل عقب الزيادات الأخيرة في الوقود.
وقال رئيس تجمع أصحاب المخابز بولاية الخرطوم عصام الدين عكاشة، وفقا لصحيفة (اليوم التالي) الصادرة اليوم الأحد، إن أبرز الأسباب التي ستقود إلى (زيادة أسعار الخبز) تكمن في الانهيار المتوالي في قيمة الجنيه، بجانب الحرب الروسية الأوكرانية واستمراريتها، وتوقع أن تؤثر الحرب الروسية على السودان في القريب لجهة أن القمح يستورد من تلك الدولتين.
وكشف عكاشة أنهم استلموا أسعار دقيق المخابز من كل شركة على حده، وقال: “بلغ سعر دقيق سيقا 25 كيلو 11200 جنيه، وويتا بلغ 11100 جنيه”، وانتقد خروج موازنة العام 2022 من دعم الدقيق والإنتاج بصورة عامة.
وقال وليد عبد الله ـ صاحب مخبز ـ بالكلالكلة جنوبي الخرطوم، إنهم ما زالوا يبيعون قطعة الخبز بـ30 جنيهاً، وأضاف: (لم نقرر أي زيادة في أسعار الخبز حتى الآن، ولكن مع هذا الواقع مصير قطعة الخبز متوقع أن تصل 50 جنيهاً).
وأشار إلى أن بعض المخابز تبيع قطعة الخبز الواحدة بـ35 جنيهاً في الولاية نتيجة لارتفاع أسعار الدقيق والمدخلات في صناعة الخبز مؤخراً.
ونوه عضو اللجنة الاقتصادية بالحرية والتغيير كمال كرار إلى أن أسعار الدقيق والخبز تبنى على أساس سعر الدولار في السوق الموازي، وقال “هذا هو الواقع اليوم ونتوقع مزيداً من ارتفاع أسعار الخبز في البلاد).
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور الفاتح عثمان محجوب إنه من دون أي إعلان رسمي انسحبت الحكومة عن دعم الخبز، وأضاف: (هذا ما لم تفعله الحكومات المتعاقبة على إدارة البلاد).
وأشار إلى أن الحكومة الحالية تركت وألمح إلى أنها تركت سعر الخبز لمتغيرات سعر الدقيق في الأسوق الحرة.
وتوقع المحلل الاقتصادي الدكتور محمد الناير عبر تصريح أن لا توافق الكثير من المخابز على سعر 50 جنيه لقطعة الخبز الواحدة في ظل عدم استقرار سعر الصرف والزيادات الأخيرة في أسعار الدقيق.
وأشار إلى أن المخابز تتأثر بقرارات الدولة نفسها الخاصة بزيادة أسعار الكهرباء والدقيق والخميرة والغاز بالإضافة إلى أن العمالة نفسها تحتاج إلى زيادة أجور لتواكب القدرة على الحصول على تلبية المتطلبات والاحتياجات.
